أحصر ، وفى الحبس والقهر : قد حصر. فهذا فرق بينهما. ولو نويت فى قهر السلطان أنها علّة مانعة ولم تذهب إلى فعل الفاعل جاز لك أن تقول : قد أحصر الرجل. ولو قلت فى المرض وشبهه : إن المرض قد حصره أو الخوف ، جاز أن تقول : حصرتم. وقوله (وَسَيِّداً وَحَصُوراً) (١) [يقال] (٢) إنه المحصر عن النساء ؛ لأنها علّة وليس بمحبوس. فعلى هذا فابن.
وقوله : (فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ...) (١٩٦)
«ما» فى موضع رفع ؛ لأن أكثر ما جاء من أشباهه فى القرآن مرفوع. ولو نصبت على قولك : أهدوا (فَمَا اسْتَيْسَرَ) (٣).
وتفسير الهدى فى هذا الموضع بدنة (٤) أو بقرة أو شاة.
(فَمَنْ لَمْ يَجِدْ) الهدى صام ثلاثة أيام يكون آخرها يوم عرفة ، واليومان فى العشر ، فأمّا السبعة فيصومها إذا رجع فى طريقه ، وإن شاء إذا وصل إلى أهله و «السبعة» فيها الخفض على الإتباع للثلاثة. وإن نصبتها (٥) فجائز على فعل (٦) مجدّد ؛ كما تقول فى الكلام : لا بدّ من لقاء أخيك وزيد وزيدا.
وقوله : (ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) يقول : ذلك لمن كان من الغرباء من غير أهل مكّة ، فأمّا أهل مكة فليس ذلك عليهم. و (ذلِكَ) فى موضع رفع. وعلى تصلح فى موضع اللام ؛ أي ذلك على الغرباء.
__________________
(١) آية ٣٩ سورة آل عمران.
(٢) زيادة من اللسان فى حصر.
(٣) الجواب محذوف أي جاز مثلا. وفى الطبري : «ولو قيل : موضع (ما) نصب بمعنى فإن أحصرتم فأهدوا ما استيسر من الهدى لكان غير مخطئ قائله».
(٤) يراد بالبدنة هنا الناقة أو البعير.
(٥) وهى قراءة زيد بن على ، كما فى البحر.
(٦) تقديره : صوموا ، أو ليصوموا.