ويقال فى الفعل أيضا :
ولقد أبيت على الطوى وأظلّه (١)
تلقى الصفات وإن اختلفت فى الأسماء والأفاعيل. وقال الشاعر :
إذا قالت حذام فأنصتوها |
|
فإن القول ما قالت حذام (٢) |
وقال الله تبارك وتعالى وهو أصدق قيلا : (وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ) (٣) يريد : كالوا لهم ، وقال الشاعر :
ما شقّ جيب ولا قامتك نائحة |
|
ولا بكتك جياد عند أسلاب (٤) |
وقوله : (وَما تَدَّخِرُونَ) هى تفتعلون من ذخرت ، وتقرأ (٥) (وما تدخرون) خفيفة على تفعلون ، وبعض العرب يقول : تدّخرون فيجعل الدال والذال يعتقبان فى تفتعلون من ذخرت ، وظلمت (٦) تقول : مظّلم ومطّلم ، ومذّكر ومدّكر ، وسمعت بعض بنى أسد يقول : قد اتّغر (٧) ، وهذه اللغة كثيرة فيهم خاصّة. وغيرهم : قد اثّغر.
فأمّا الذين يقولون : يدّخر ويدّكر ومدّكر فإنهم وجدوا التاء إذا سكنت واستقبلتها ذال دخلت التاء فى الذال فصارت ذالا ، فكرهوا أن تصير التاء ذالا فلا يعرف الافتعال من ذلك ، فنظروا إلى حرف يكون (٨) عدلا بينهما فى المقاربة ، فجعلوه مكان التاء ومكان الذال.
__________________
(١) هذا شطر بيت لعنترة. وعجزه :
حتى أنال به كريم المأكل
(٢) فقوله : أنصتوها أي أنصتوا إليها. والمشهور فى الرواية : فصدّقوها.
(٣) آية ٣ سورة المطففين.
(٤) فقوله : قامتك أي قامت عليك.
(٥) قرأ بهذا الزهري ومجاهد وأيوب السختياني.
(٦) كذا ، والتعاقب فيهما ليس بين الدال والذال ، كما هو واضح بل بين الظاء والطاء.
(٧) أي سقطت أسنانه الرواضع.
(٨) وهو الدال ، ففيها شبه بالتاء والذال.