وإذا قلت : جمعوا فى يوم الخميس لم تضمر فعلا. وفى قوله : (جَمَعْناهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ) أي للحساب والجزاء.
وقوله : (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ) (٢٦)
(اللهُمَ) كلمة تنصبها العرب. وقد قال بعض (١) النحويين : إنما نصبت إذ زيدت فيها الميمان لأنها لا تنادى بيا ؛ كما تقول : يا زيد ، ويا عبد الله ، فجعلت الميم فيها خلفا من يا. وقد أنشدنى (٢) بعضهم :
وما عليك أن تقولى كلّما |
|
صلّيت أو سبّحت يا اللهمّ ما |
اردد علينا شيخنا مسلما (٣)
ولم نجد العرب زادت مثل هذه الميم فى نواقص الأسماء إلا مخفّفة ؛ مثل الفم وابنم وهم (٤) ، ونرى أنها كانت كلمة ضمّ إليها ؛ امّ ، تريد : يا الله امّنا بخير ، فكثرت فى الكلام فاختلطت (٥). فالرفعة التي فى الهاء من همزة أمّ لما تركت (٦) انتقلت إلى ما قبلها. ونرى أن قول العرب : (هلمّ إلينا) مثلها ؛ إنما كانت (هل) فضمّ إليها أمّ فتركت على نصبها. ومن العرب من يقول إذا طرح الميم : يا الله اغفر لى ، ويا الله
__________________
(١) هو الخليل. وانظر سيبويه ١ / ٣١٠
(٢) يريد الردّ على الرأى السابق. وذلك أن الميم المشدّدة لو كانت خلفا من حرف النداء لما جمع بينهما فى هذا الرجز. ويجعل أصحاب هذا الرأى الرجز من الشاذ الذي لا يعوّل عليه.
(٣) «يا اللهم ما» زيدت (ما) بعد اللهم. وقد ذكر ذلك الرضى فى شرح الكافية فى مبحث المنادى. والشيخ هنا الأب أو الزوج. وانظر الخزانة ١ / ٣٥٨
(٤) كأنه يريد هم الضمير ، وأصلها هوم إذ هى جمع هو فحذفت الواو وزيدت الميم للجمعية ؛ وإن كان هذا الرأى يعزى إلى البصريين. وانظر شرح الرضى للكافية فى مبحث الضمائر.
(٥) أي امتزجت بما قبلها ، وهو لفظ الجلالة. وفى الطبري : «فاختلطت به».
(٦) أي الهمزة ، يريد حذفها للتخفيف بعد نقل حركتها إلى ما قبلها.