وقوله : (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعامُهُ ...) (٩٦)
الصيد : ما صدته ، وطعامه ما نضب (١) عنه الماء فبقى على وجه الأرض.
قوله : (لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ...) (١٠١)
خطب النبىّ صلىاللهعليهوسلم الناس ، وأخبرهم أن الله تبارك وتعالى قد فرض عليهم الحجّ ، فقام رجل فقال : يا رسول الله (أوفى) (٢) كلّ عام؟ فأعرض عنه. ثم عاد (فقال (٣) : أفي كل عام؟ فأعرض عنه ، ثم عاد) فقال له النبي صلىاللهعليهوسلم : «ما يؤمنك أن أقول (نعم) فيجب عليكم ثم لا تفعلوا فتكفروا؟ اتركوني ما تركتكم».
و (أشياء) فى موضع خفض لا تجرى. وقد قال فيها بعض النحويين : إنما كثرت فى الكلام وهى (أفعال) فأشبهت فعلاء فلم تصرف ؛ كما لم تصرف حمراء ، وجمعها أشاوى ـ كما جمعوا عذراء عذارى ، وصحراء صحارى ـ وأشياوات ؛ كما قيل : حمراوات. ولو كانت على التوهّم لكان أملك الوجهين بها أن تجرى ؛ لأن الحرف إذا كثر به الكلام خفّ ؛ كما كثرت التسمية بيزيد فأجروه وفيه ياء زائدة تمنع من الإجراء. ولكنا نرى أن أشياء جمعيت (٤) على أفعلاء كما جمع ليّن وأليناء ، فحذف من وسط أشياء همزة ، كان ينبغى لها أن تكون (أشيئاء) فحذفت الهمزة لكثرتها. وقد قالت العرب : هذا من أبناوات سعد ، وأعيذك بأسماوات الله ، وواحدها أسماء وأبناء تجرى ، فلو منعت أشياء الجري لجمعهم إياها أشياوات لم أجر أسماء ولا أبناء ؛ لأنهما جمعتا أسماوات وأبناوات.
__________________
(١) أي غار وذهب فى الأرض ، وهنا حسر عنه ماء البحر.
(٢) كذا فى ش. وفى ج : «أ في».
(٣) سقط ما بين القوسين فى ش ، وثبت فى ج.
(٤) أي جعلت على هذه الصيغة.