وقوله : (لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ) (٢٧)
إن شئت جعلتها (١) جزما على النهى ، وإن شئت جعلتها صرفا ونصبتها ؛ قال (٢) :
لا تنه عن خلق وتأتى مثله |
|
عار عليك إذا فعلت عظيم |
وفى إحدى القراءتين (ولا تخونوا أماناتكم) فقد يكون أيضا هاهنا جزما ونصبا.
وقوله : (إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً) (٢٩)
يقول : فتحا ونصرا. وكذلك قوله (يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ) يوم الفتح والنصر.
وقوله : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ) (٣٠)
اجتمع نفر من قريش فقالوا : ما ترون فى محمد (صلىاللهعليهوسلم) ويدخل إبليس عليهم فى صورة رجل من أهل نجد ، فقال عمرو بن هشام (٣) : أرى أن تحبسوه فى بيت وتطيّنوه عليه وتفتحوا له كوّة وتضيّقوا عليه حتى يموت. فأبى ذلك إبليس وقال : بئس الرأى رأيك ، وقال أبو البخترىّ بن هشام : أرى أن يحمل على بعير ثم يطرد به حتى يهلك (٤) أو يكفيكموه بعض العرب ، فقال إبليس : بئس الرأى! أتخرجون عنكم رجلا قد أفسد عامّتكم فيقع إلى غيركم! فعلّه يغزوكم بهم. قال الفاسق أبو جهل : أرى أن نمشى إليه برجل من كل فخذ من قريش فنضر به بأسيافنا ، فقال إبليس : الرأى ما رأى هذا (٥) الفتى ، وأتى جبريل عليهالسلام إلى
__________________
(١) أي تخونوا فى قوله : (وتخونوا أماناتكم) يحتمل أن يكون معطوفا على المجزوم بلا الناهية ، ويحتمل أن يكون منصوبا بأن مضمرة بعد واو المعية ، وهو ما يعرف عند الكوفيين بالنصب على الصرف.
(٢) المشهور أن القائل هو أبو الأسود الدؤلي من قصيدة طويلة. وانظر الخزانة ٣ / ٦١٨
(٣) هو أبو جهل.
(٤) كذا فى أ. وفى ش ، ج : «يهم».
(٥) سقط فى أ.