وقوله : (إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ) (٢٠١)
وقرأ إبراهيم النخعي (١) (طيف) وهو اللمم والذنب (فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ) أي منتهون إذا أبصروا.
وقوله : (وَإِخْوانُهُمْ) (٢٠٢)
إخوان المشركين (يَمُدُّونَهُمْ) فى الغىّ ، فلا يتذكّرون ولا ينتهون. فذلك قوله : (ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ) يعنى المشركين وشياطينهم. والعرب تقول : قد قصر عن الشيء وأقصر عنه. فلو قرئت (يقصرون (٢)) لكان صوابا.
وقوله : (وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قالُوا لَوْ لا اجْتَبَيْتَها) (٢٠٣)
يقول : هلا افتعلتها. وهو من (٣) كلام العرب ؛ جائز أن يقال : اختار الشيء ، وهذا اختياره.
وقوله : (وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا) (٢٠٤)
قال : كان الناس يتكلمون فى الصلاة المكتوبة ، فيأتى الرجل القوم فيقول : كم صليتم؟ فيقول : كذا وكذا. فنهوا عن ذلك ، فحرم الكلام فى الصلاة لما أنزلت هذه الآية.
__________________
(١) وهى قراءة ابن كثير وأبى عمرو والكسائي ويعقوب.
(٢) وهى قراءة عيسى بن عمر ؛ كما فى القرطبي.
(٣) يريد أن الاجتباء فى الأصل الاختيار ، وأريد به هنا الاختلاق والافتعال. وأراد أن يذكر أن هذا معروف فى كلام العرب أن يقال : اختار فلان الشيء إذا اختلقه واستحدثه. ومن هذا يعرف أن هنا سقطا فى الكلام من النساخ. والأصل : «جائز أن يقال : اختار الشيء وهذا اختياره : إذا اختلقه» كما يؤخذ من الطبري. وفيه : «وحكى عن الفرّاء أنه كان يقول : اجتبيت الكلام واختلقته وارتجلته : إذا افتعلته من قبل نفسك».