اغفر لى ، فيهمزون ألفها ويحذفونها. فمن حذفها فهو على السبيل ؛ لأنها ألف ولام مثل الحارث من الأسماء. ومن همزها توهّم أنها من الحرف إذ كانت لا تسقط منه ؛ أنشدنى بعضهم :
مبارك هوّ ومن سمّاه |
|
على اسمك اللهمّ يا الله |
وقد كثرت (اللهم) فى الكلام حتى خفّفت ميمها فى بعض اللغات ؛ أنشدنى بعضهم :
كحلفة من أبى رياح |
|
يسمعها اللهم الكبار (١) |
وإنشاد العامّة : لاهه الكبار. وأنشدنى الكسائىّ :
يسمعها الله والله كبار
وقوله تبارك وتعالى : (تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ). (إذا (٢) رأيت من تشاء مع من تريد من تشاء أن تنزعه منه). والعرب تكتفى بما ظهر فى أوّل الكلام ممّا ينبغى أن يظهر بعد شئت. فيقولون : خذ ما شئت ، وكن فيما شئت. ومعناه فيما شئت أن تكون فيه. فيحذف الفعل بعدها ؛ قال تعالى : (اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ) (٣) وقال تبارك وتعالى (فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ) (٤) والمعنى ـ والله أعلم ـ : فى أىّ صورة شاء أن
__________________
(١) هذا من قصيدة للأعشى أوّلها :
ألم تروا إرما وعادا |
|
أودى بها الليل والنهار |
وقبل البيت :
أقسمتم حلفا جهارا |
|
أن نحن ما عندنا عرار |
وأبو رياح رجل من بنى ضبيعة قتل رجلا فسألوه أن يحلف أو يدفع الدية فحلف ثم قتل فضربته العرب مثلا لما لا يغنى من الحلف. وانظر الخزانة ١ / ٣٤٥ ، والصبح المنير ١٩٣. وقوله : والله كبار يقرأ لفظ الجلالة باختلاس فتحة اللام وسكون الهاء ، وكبار مبالغة الكبير.
(٢) كذا فى ش ؛ ج. ولم يستقم وجه المعنى فيه. وكأن الأصل : أن تؤتيه إياه. (وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ) أن تنزعه منه.
(٣) آية ٤٠ سورة فصلت.
(٤) آية ٨ سورة الانفطار.