عماد للاسم و (الألف واللام) عماد للفعل. فلمّا لم يقدر على الألف واللام ولم يصلح أن تنويا فى زيد لأنه فلان ، ولا فى الأخ لأنه مضاف ، آثروا الرفع ؛ وصلح فى (أفضل منك) لأنك تلقى (من) فتقول : رأيتك أنت الأفضل ، ولا يصلح ذلك فى (زيد) ولا فى (الأخ) أن تنوى فيهما ألفا ولا ما. وكان الكسائىّ يجيز ذلك فيقول : رأيت أخاك هو زيدا ، ورأيت زيدا هو أخاك. وهو جائز كما جاز فى (أفضل) للنية نية الألف واللام. وكذلك جاز فى زيد ، وأخيك. وإذا أمكنتك الألف واللام ثم لم تأت بهما فارفع (١) ؛ فتقول (٢) : رأيت زيدا هو قائم ورأيت عمرا هو جالس. وقال الشاعر :
أجدّك لن تزال نجىّ همّ |
|
تبيت الليل أنت له ضجيع |
ويجوز النصب فى (ليت) بالعماد ، والرفع لمن (٣) قال : ليتك قائما. أنشدنى الكسائىّ :
ليت الشباب هو الرجيع على الفتى |
|
والشيب كان هو البديء الأوّل (٤) |
ونصب فى (ليت) على العماد ورفع فى كان على الاسم. والمعرفة والنكرة فى هذا سواء.
وقوله : (إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ) (١٦)
هو استثناء والمتحيز غير من. وإن شئت جعلته من صفة (٥) من ، وهو على مذهب قولك : إلا أن يوليهم ؛ يريد الكرّة ، كما تقول فى الكلام : عبد الله يأتيك إلّا ماشيا ، ويأتيك إلا أن تمنعه الرحلة. ولا يكون (إلا) هاهنا على معنى قوله (إِلى (٦) طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ) لأن (غير) فى مذهب (لا) ليست فى مذهب (إلا).
__________________
(١) فى ج : «فارتفع».
(٢) فى ا : «فأقول».
(٣) هذا راجع للنصب.
(٤) الرجيع : المرجوع فيه : أراد به المتأخر ، والبديء : الأوّل.
(٥) يريد بصفتها ما بعدها من فعل الشرط ، وهو (يولهم) ، يريد الضمير فى الفعل.
(٦) آية ٥٣ سورة الأحزاب.