السلام إياه ؛ لأن المسألة خرجت على لفظ الأمر ، فتجعل (فلا يؤمنوا) فى موضع نصب على الجواب ، فيكون كقول الشاعر (١) :
يا ناق سيرى عنقا فسيحا |
|
إلى سليمان فنستريحا |
وليس الجواب يسهل فى الدعاء لأنه ليس بشرط.
وقوله : (قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما) (٨٩)
نسبت الدعوة إليهما وموسى كان الداعي وهارون المؤمّن ، فالتأمين كالدعاء. ويقرأ (٢) (دعواتكما).
وقوله : (فَاسْتَقِيما) أمرا بالاستقامة على أمرهما والثبات عليه إلى أن يأتيهما تأويل الإجابة. ويقال : إنه كان بينهما (٣) أربعون سنة.
(قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ) قرأها أصحاب (٤) عبد الله بالكسر على الاستئناف. وتقرأ (أنه) على وقوع الإيمان عليها. زعموا أن فرعون قالها حين ألجمه الماء.
وقوله : (فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جاءَهُمُ الْعِلْمُ) (٩٣)
يعنى بنى إسرائيل أنهم كانوا مجتمعين على الإيمان بمحمد صلىاللهعليهوسلم قبل أن يبعث ، فلمّا بعث كذّبه بعض وآمن به بعض. فذلك اختلافهم. و (العلم) يعنى محمدا صلىاللهعليهوسلم وصفته.
__________________
(١) هو أبو النجم فى أرجوزة يمدح فيها سليمان بن عبد الملك. والعنق ضرب من سير الإبل.
(٢) تنسب هذه القراءة إلى على وأبى عبد الرحمن السلمى.
(٣) أي بين هذه الإجابة من الله وتأويلها أي وقوع مضمونها وهو هلاك فرعون وقومه.
(٤) هذه قراءة حمزة والكسائي وخلف.