سورة يونس
ومن سورة يونس : بسم الله الرحمن الرحيم
قوله : (أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا) (٢)
نصبت (عجبا) ب (كان) ، ومرفوعها (أَنْ أَوْحَيْنا) وكذلك أكثر ما جاء فى القرآن إذا كانت (أن) ومعها فعل : أن يجعلوا الرفع فى (أن) ، ولو جعلوا (أن) منصوبة ورفعوا الفعل كان صوابا.
وقوله : (إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللهِ حَقًّا) (٤)
رفعت المرجع ب (إليه) ، ونصبت قوله (وعد الله حقّا) بخروجه منهما (١). ولو كان رفعا كما تقول : الحقّ عليك واجب وواجبا كان صوابا. ولو استؤنف (وعد الله حق) (٢) كان صوابا.
(إنه يبدأ الخلق) مكسورة لأنها مستأنفة. وقد فتحها بعض القرّاء (٣). ونرى أنه جعلها اسما للحق وجعل (وعد الله) متصلا بقوله (إليه مرجعكم) ثم قال : (حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ) ؛ ف (أنه) فى موضع رفع ؛ كما قال الشاعر :
أحقّا عباد الله أن لست لاقيا |
|
بثينة أو يلقى الثريا رقيبها (٤) |
وقال الآخر :
أحقا عباد الله جرأة محلق |
|
علىّ وقد أعييت عادا وتبّعا (٥) |
__________________
(١) يريد أنه مصدر مؤكد للجملة السابقة.
(٢) وقرأ بهذا إبراهيم بن أبى عبلة.
(٣) من هؤلاء أبو جعفر والأعمش.
(٤) رقيب الثريا النجم الذي لا يطلع حتى تغيب الثريا.
وهو الإكليل. فقوله : أو يلقى الثريا كناية عن الاستحالة ، يقول : إنه لا يلقاها أبدا.
(٥) كأن محلقا رجل بعينه. وترى المصدر فى البيت صريحا ، وما قبله المصدر فيه مؤول.