كما يمشي غيره ، فتمسّه بعض الجفوة ، فتقدّم المتوكّل أن لا يُخدم ولا يُشال بين يديه ستر ، فكتب صاحب الخبر إليه أنّ عليّ بن محمّد دخل الدار فلم يُخدم ولم يُرفع له ستر فهبّ هواء فرفع الستر ودخل ، فقال المتوكّل : اعرفوا خبر خروجه ، فذكر صاحب الخبر أنّ هواءً خالف ذلك الهواء فشال ذلك الستر فخرج(١) .
قال مسلمة : ودخل عليّ بن محمّد عليهالسلام يوماً إلى المتوكّل وعنده عليّ بن الجهم(٢) ، فقال له : مَنْ أشعر الناس يابن الجهم ؟ فذكر شعراء الجاهليّة والإسلام ، فالتفت إلى الإمام عليهالسلام فسأله ، فقال : فلان بن فلان العلويّ .
قال ابن الفحام : وأحسبه الحمّاني(٣) حيث يقول :
____________________
(١) الأمالي للطوسي : ٢٨٦ / ٥٥٦ ، وفيه : شبلمة الكاتب ، الدرّ النظيم : ٧٢٤ ، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ٤ : ٤٣٨ ، وفيه : باختصارٍ عن سلمة الكاتب ، بحار الأنوار ٥٠ : ١٢٨ / ٦ .
(٢) هو علي بن الجهم بن بدر السامي ، كان جيّد الشعر ، عالماً بفنونه ، وله اختصاص بالمتوكّل ، غضب عليه المتوكّل ، فحبسه ، ثمّ نفاه إلى خراسان ، له ديوان شعر .
مات سنة ٢٤٩هـ .
انظر : تاريخ بغداد ١١ : ٣٦٧ / ٦٢١٧ ، المنتظم ١٢ : ٢٦ / ١٥٢٢ ، الأعلام ٤ : ٢٦٩ .
(٣) هو عليّ بن محمّد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، يكنّى أبا الحسين ، ويلّقب بالعلويّ الكوفيّ ، وبالأفوه بالحِمّاني ـ والحِمّاني من أشهر ألقابه ـ سمّي به هذا اللقب؛ لأنّه كان ينزل بالكوفة في بني حِمان فنسب إليهم ، له ديوان .
توفّي سنة ٢٦٠ هـ ، وقيل : سنة ٢٤٥هـ ، وقيل : سنة ٣٠١هـ .
انظر : المجدي في أنساب الطالبيين : ١٨٥ ، الغدير ٣ : ٥٧ ، مروج الذهب ٤ : ٦٦ ـ ٦٨ ، الكامل لابن الأثير ٧ : ٢٧٣ ، إيضاح المكنون ١ : ٤٩٩ ، هدية العارفين ١ : ٦٧٣ ، معجم المؤلّفين ٧ : ١٨٨ .