سرّ من رأى ، فتوفّي بها ، ودُفن في داره . والأشهر الأصحّ أنّ المتوكّل قتله بالسمّ(١) .
قال الذهبيّ في تاريخ الإسلام : عليّ بن محمّد بن عليّ الرضا عليهمالسلام هو السيّد الشريف ، أبو الحسن العلويّ الحسينيّ الفقيه ، أحد الأئمّة الإثني عشر ، وتلقّبه الإماميّة بالهادي .
ثمّ قال : وروى الصوليّ عن الحسين بن يحيى أنّ المتوكّل اعتلّ ، فقال : إن برأت لأتصدّقنّ بدنانير كثيرة ، فلمّا عُوفي جمع الفقهاء فسألهم عن ذلك ، فاختلفوا ، فبعث إلى أبي الحسن العسكريّ عليهالسلام فسأله ، فقال : «يتصدّق بثلاثةٍ وثمانين ديناراً» ، فتعجّب القوم وقالوا : من أين له هذا ؟ فأرسل إليه ، فقال : «إنّ اللّه تعالى يقول : (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ)(٢) فروى أهلنا جميعاً أنّ المواطن والسرايا كانت ثلاثةً وثمانين موطناً»(٣) ، انتهى .
أقول : قد روى هذا الخبر جماعة أُخرى ، وفي آخره أنّه قال : «وكلّ ما زاد أمير المؤمنين في فعل الخير كان أنفع له ، وأجدى عليه في الدنيا والآخرة»(٤) .
وقال ابن حجر في صواعقه عند ذكر أبي الحسن الهادي عليهالسلام : هو وارث أبيه علماً وسخاءً .
قال : ومن ثَمَّ جاءه أعرابيٌّ من أعراب الكوفة ، وقال : إنّي من
____________________
(١) انظر : دلائل الإمامة : ٤٠٩ ، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ٤ : ٤٣٣ .
(٢) سورة التوبة ٩ : ٢٥ .
(٣) تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٢٥١ ـ ٢٦٠) : ٢١٨ / ٣٦٤ .
(٤) الدرّ النظيم : ٧٢٢ ، تاريخ بغداد ١٢ : ٥٦ / ٦٤٤٠ .