ابن محمّد داره ، فألقى النارَ في دار أبي عبد اللّه عليهالسلام ، فأخذت النارُ في الباب والدهليز ، فخرج أبو عبد اللّه عليهالسلام يتخطّى النارَ ويمشي فيها وهو يقول : « أنا ابن أعراق الثّرى ، أنا ابن إبراهيم خليل اللّه »(١) .
وقد روي عنه عليهالسلام أنّه قال : « . . . إنّ اللّه تعالى إذا أراد إظهار فضيلة كُتمت أو جُحدت أثار عليها حاسداً باغياً يحرّكها حتّى يُبينها»(٢) .
وروى جمع عن جعفر بن محمّد بن الأشعث أنّه قال : أتدرون ما كان سبب دخولنا في هذا الأمر ، ومعرفتنا به ، وما كان عندنا منه ذكر ؟ قلنا : ما ذاك ؟
قال : إنّ أبا جعفر المنصور قال لأبي محمّد بن الأشعث : يا محمّد ، ابغِ لي رجلاً له عقل يؤدّي عنّي .
فقال له : هذا مهاجر بن عمّار الخزاعيّ خالي ، قال فأتني به ، فلمّا أتاه ، قال له : خذ هذا المال وأت المدينة وأت عبد اللّه بن الحسن وعدّةً من أهل بيته فيهم جعفر بن محمّد ، فقل لهم : إنّي رجل غريب من أهل خراسان ، وبها شيعة من شيعتكم وجّهوا إليكم بهذا المال ، وادفع إلى كلّ واحد منهم على شرط كذا وكذا ، فإذا قبضوا المال فقل لهم : إنّي رسول وأُحبّ أن يكون مَعي خطوطكم بقبضكم ما قبضتم .
فأخذ المال وأتى المدينة فرجع إلى المنصور ومحمّد بن الأشعث عنده ، فقال المنصور : ما وراءك .
____________________
العلويّين ، مات سنة ١٦٨ هـ .
انظر : عمدة الطالب : ٧٠ ، والمجدي في أنساب الطالبيين : ٢٠ ـ ٢١ .
(١) الكافي ١ : ٣٩٣ / ٢ (باب مولد أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد عليهالسلام ) ، نوادر المعجزات : ١٥٣ / ٢١ ، مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ٤ : ٢٥٧ .
(٢) الخرائج والجرائح ٢ :٧٦٣ / ٨٤ ، بحار الأنوار ٤٧ : ١٧٢ / ١٩ .