والآخرين ، ويعترفون أنّ أحداً لم يَرَه أبداً(١) .
ثمّ قال : وبالجملة جهل الرافضة ما عليه مزيد ، فنسأل اللّه أن يُثبّت عقولنا وإيماننا ، ثمّ قال : والذي يعتقده الرافضة في هذا المنتظر لو اعتقده المسلم في عليٍّ بل في النبيّ صلىاللهعليهوآله لما جاز له ذلك ، فإنّهم يعتقدون فيه وفي آبائه أنّ كلّ واحد منهم يعلم عِلم الأوّلين والآخرين ، وما كان وما يكون ، ولا يقع منه خطأ ، وأنّه معصوم من الخطأ ، ثمّ قال : نسأل اللّه العافية ، ونعوذ به من الاحتجاج بالكذب وردّ الصدق كما هو دأب الشيعة(٢) . انتهى كلامه .
وهو أيضاً كما ترى مشتمل على الكذب والفرية والتمويهات ، وقد صدر من بعضٍ آخَر من علماء المخالفين أيضاً أمثال هذا الكلام .
وعلى هذا لا حاجة لنا إلى إثبات تولّده عليهالسلام عليهم ، مع أنّا نذكر ما يتّضح به ولادته أيضاً دفعاً لتشبّث إنكارها رأساً . نعم إنّما الواجب علينا كشف حال التلبيسات التي أشرنا إليها في نقل كلامهم حتّى يظهر الحقّ ، ويتبيّن أيضاً أنّ كلّ ما طعنوا به علينا هم أهل الاتّصاف به .
فاعلم أوّلاً أنّ قول ابن حجر : إنّ المهديّ من ولد الحسن بناءً على روايةٍ ذكرها ، وحُكمه بأنّ رواية كونه من ولد الحسين واهية ، محض التعصّب وعين الحميّة الجاهليّة ، حتّى إنّه قد افتضح بها فضيحةً لا يمكن سترها ؛ لأنّ كثرةَ أحاديثِ كونه من ولد الحسين المذكورة في كتب الفريقين ، بحيث لا يمكن إنكارها ، بل ولا التشكيك فيها ، ومَنْ يقدر على جحد أكثر من أربعين حديثاً بطرق عديدة متفرّقة في كتب جماعة من
____________________
(١) تاريخ الإسلام (حوادث ٢٥١ ـ ٢٦٠) : ١١٣ / ١٥٩ .
(٢) تاريخ الإسلام (حوادث ٢٦١ ـ ٢٨٠) : ١٦١ ـ ١٦٢ / ١٣٤ .