وقد روى جماعة أنّ لأمير المؤمنين عليهالسلام مرثيّةً لأبيه يقول فيها :
أبا طالب عصمة المستجير |
|
وغيث المحول ونور الظلم |
لقد هدّ فقدك أهل الحفاظ |
|
فصلّى عليك وليّ النعم |
ولقّاك ربّك رضوانه |
|
فقد كنت للطهر من خير عمّ(١) |
فلو كان كافراً ما كان عليّ عليهالسلام يرثيه بعد موته ويدعو له بالرضوان من اللّه [ تعالى] (٢) .
وعن الصادق عليهالسلام أنّه قال : «كان أمير المؤمنين عليهالسلام يعجبه أن يروي شعر أبي طالب رضىاللهعنه وأن يدوّن ، وكان عليهالسلام يقول : تعلّموه وعلّموه أولادكم ، فإنّه كان على دين اللّه وفيه علم كثير» . ورواه أبو الفرج الاصفهاني(٣) أيضاً .
وعن الأعمش ، عن عباية بن ربعي ، عن ابن عبّاس ، عن أبيه قال : قال أبو طالب رضىاللهعنه لرسول اللّه صلىاللهعليهوآله بمحضر من قريش ليريهم فضله : يابن أخي ، اللّه أرسلك؟ قال : «نعم» ، قال : إنّ للأنبياء لمعجزاً فأرني آيةً ، قال : «ادع لي تلك الشجرة» ، فدعاها فأقبلت حتّى سجدت بين يديه ، ثمّ انصرفت ، فقال أبو طالب رضىاللهعنه : أشهد أنّك صادق . ثمّ قال لابنه عليّ عليهالسلام يا عليّ ، صِلْ جناح ابن عمّك والزمه(٤).
____________________
(١) ديوان الإمام علي عليهالسلام : ١٣٢ ، وفيه (كلّ الاُمم) بدل (وليّ النعم) والبيت الثالث ليس فيه ، إيمان أبي طالب للسيّد فخّار : ١٤٤ ـ ١٤٥ ، الدرّ النظيم : ٢١٨ ـ ٢١٩ .
(٢) انظر : إيمان أبي طالب للسيّد فخّار : ١٤١ ـ ١٤٥ ، بحار الأنوار ٣٥ : ١١٤ / ١٥ .
(٣) إيمان أبي طالب للسيّد فخّار : ١٥١ ـ ١٥٢ ، الدرّ النظيم : ٢١٩ ، بحار الأنوار ٣٥ : ١١٥ / ٥٤ .
(٤) الأمالي للصدوق : ٧١١ ـ ٧١٢ / ٩٧٩ ، مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ١ :