حيث يجعل رسالته(١) .
وروى جماعة ، منهم : البخاري في غير موضع من صحيحه ، ومنهم : مسلم في صحيحه أيضاً ، ومنهم : البغوي في المصابيح وقال : إنّه من الأحاديث الصحاح ، ومنهم : صاحب المشكاة وقال : إنّه متّفق عليه ، ومنهم : أبو السعادات في فضائل العشرة ، وأبو بكر بن شيبة في أماليه ، والديلمي في فردوسه ، والعكبري في الإبانة ، وأحمد في الفضائل ، ومنهم : أبو نعيم ، والشعبي ، والقزويني ، والموصلي ، والخوارزمي ، وغيرهم ، بأسانيد عديدة عن عروة ، ومسروق ، وغيرهما عن عائشة ، واللفظ للبخاري والمصابيح ، قالت : كنّا أزواج النبيّ صلىاللهعليهوآله عنده ، فأقبلت فاطمة عليهاالسلام ما تخفى مشيتها من مشية رسول اللّه صلىاللهعليهوآله فلمّا رآها قال : «مرحباً بابنتي» ، ثمّ أجلسها عن يمينه أو عن شماله ، ثمّ أسرّ إليها حديثاً فبكت ، فقلت لها : لِمَ تبكين ؟ ثمّ أسرّ إليها حديثاً فضحكت ، فقلت لها : ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن .
وفي المصابيح : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله لمّا رأى حزنها سارّها الثانية ، فإذا هي تضحك ، فلمّا قام النبيّ صلىاللهعليهوآله سألتُها عمّا قال ، فقالت : «ما كنت لأُفشيَ على رسول اللّه صلىاللهعليهوآله سرّه» ، فلمّا توفّي رسول اللّه صلىاللهعليهوآله قلت : عَزمتُ عليك لمّا أخبرتني ، قالت : «أمّا الآن فنعم ، أما حين سارّني في الأمر الأوّل فإنّه أخبرني : إنّ جبرئيل كان يعارضني القرآن في كلّ سنةٍ مرّةً وإنّه عارضني به العام مرّتين ، ولا أرى الأجل إلاّ قد اقترب ، فاتّقي اللّه واصبري ، فإنّي نعم السّلف لك ، فبكيت» . هكذا في المصابيح . وفي البخاريّ بعد قولها : أقرب
____________________
(١) انظر : الأمالي للطوسي : ٤٢٧ / ٩٥٤ ، الاحتجاج ٢ : ٢٥٤ / ٢٢٦ ، مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ٣ : ٣٧٣ ، بحار الأنوار ٤٣ : ٢٠ / ٨ .