أبي ، ونهضنا وخرجنا وانصرفنا إلى المنزل الذي كنّا فيه ، فوافانا رسوله بالجائزة وأمرنا بالانصراف إلى المدينة من ساعتنا ، وكتب إلى عامل المدينة أن يحتال في سمّ أبي في طعامٍ أو شرابٍ ، فمضى هشام ولم يتهيّأ له في أبي من ذلك شيء»(١) .
وفي رواية القطب الراونديّ ، وغيره ، عن أبي بصير ، عن الصادق عليهالسلام أنّه قال : «إنّ عبد الملك بن مروان أرسل إلى عامله بالمدينة أن ابعث إلَيَّ محمّد بن عليّ مقيّداً ، فلمّا انتهى الكتاب إلى العامل أجاب عبد الملك : ليس كتابي هذا خلافاً عليك ولا ردّاً لأمرك ، ولكن رأيت أن اُراجعك في الكتاب نصيحةً وشفقةً عليك ، فإنّ الرجل الذي أردته ليس على وجه الأرض اليوم أعفّ منه ، ولا أزهد ، ولا أورع منه ، وإنّه ليقرأ في محرابه ، فيجتمع الطير والسباع إليه تعجّباً لصوته ، وإنّ قراءته لتشبه مزامير آل داود ، وإنّه لمن أعلم الناس ، وأرأف الناس ، وأشدّ الناس اجتهاداً وعبادةً ، فكرهت لأمير المؤمنين التعرّض له ، فإنّ اللّه لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم .
فلمّا ورد الكتاب إلى عبد الملك سُرّ بما أنهى إليه الوالي ، وعلم أنّه نصحه»(٢) ، الخبر.
وروى جمع ، منهم : الصفّار بإسناده عن الحسين بن أبي العلاء ، عن الصادق عليهالسلام ، (ومنهم : الحسين بن محمّد ، وأحمد بن محمّد بن عيسى
____________________
(١) دلائل الإمامة : ٢٣٣ / ١٦٢ ، الدرّ النظيم : ٦٠٤ ، الأمان من أخطار الأسفار والأزمان لابن طاووس : ٦٦ ، نوادر المعجزات للطبري : ١٢٧ / ١ ، بحار الأنوار ٤٦ : ٣٠٦ / ١ ، و٧٢ : ١٨١ / ٩ .
(٢) الخرائج والجرائح ٢ : ٦٠٠ / ١١ ، الثاقب في المناقب : ٣٨٨ / ٣١٩ ، الدرّ النظيم : ٦٠٧ ، بحار الأنوار ٤٦ : ٣٢٩ / ١٢ .