وروى الصدوق ، وغيره ، عن العيّاشيّ ، عن جعفر بن معروف ، عن البلخيّ ، عن القنبريّ قال : خرج صاحب الزمان على جعفر الكذّاب من موضع لم يعلم به عند ما نازع في الميراث بعد مضيّ أبي محمّد عليهالسلام ، فقال : «يا جعفر ، ما لك تعرّض في حقوقي؟» فتحيّر جعفر وبهت ، ثمّ غاب عنه ، فطلبه جعفر بعد ذلك في الناس فلم يره ، فلمّا ماتت أُمّ الحسن الجدّة أمرت أن تُدفن في الدّار ، فنازع جعفر وقال : هي داري لا تُدفن فيها ، فخرج عليهالسلام فقال : «يا جعفر ، أدارك هذه؟» ثمّ غاب عنه فلم يره بعد ذلك(١) .
وروى الصدوق بإسناد له ، عن سعد بن عبد اللّه القمّيّ المحدّث العالم المشهور ، قال ما خلاصته : إنّي ناظرت رجلاً من أهل الخلاف في أشياء ، منها أنّه قال : أنتم تزعمون أنّ الشيخين كانا يُسرّان النفاق وتستدلّون بليلة العقبة ، فأخبرني عنهما أنّهما أسلما طوعاً أو كرهاً؟
قال سعد : فسكتُّ ؛ لأنّي إن قلت : كرهاً ، كان يقصدني بالطعن ؛ إذ لم يكن ثمّة سيوف مع النبيّ صلىاللهعليهوآله فيها البأس والخوف ، وإن قلتُ : طوعاً ، أقررتُ بخلاف نفاقهما ، إذ بدء النفاق ونشؤوه في القلب إنّما يكون عند هبوب روائح القهر والغلبة ونحو ذلك ، فجئتُ إلى منزلي وأخذت طوماراً وأثبتُّ فيه نيّفاً وأربعين مسألة من صعاب المسائل ورافقت أحمد بن إسحاق ـ صاحب مولانا أبي محمّد عليهالسلام ـ وتوجّهنا إلى سُرّ من رأى ، فوردناه ونزلنا منزلاً فيه ، ثمّ أتينا باب مولانا أبي محمّد عليهالسلام فاستأذنّا فخرج
____________________
الغيبة للطوسيّ : ٢٤٨ / ٢١٧ ، إعلام الورى ٢ : ٢٢٠ ، بحار الأنوار ٥٢ : ٥١ / ٣٦ ، وما بين المعقوفين أضفناه من بعض المصادر .
(١) كمال الدين : ٤٤٢ / ١٥ ، الخرائج والجرائح ٢ : ٩٦٠ ، بحار الأنوار ٥٢ : ٤٢ / ٣١ .