لقد كدت تأتي على قومك ، قال : هو ذاك ، فاتّقته قريش منذ يوم أن يغتالوه ، ورجعت على أبي طالب رضىاللهعنه بالاستعطاف وهو لا يحفل بهم ولا يلتفت إليهم(١) .
ونقل بعضهم أنّه أنشأ شعراً حينئذٍ ـ لمّا أراد الرجوع عنهم ـ تلك الأبيات التي ذكرناها قُبيل(٢) ، وهي التي أوّلها :
واللّه لن يصلوا إليك بجمعهم حتّى أوسّد في التراب دفينا
وفي رواية : إنّ محمّداً صلىاللهعليهوآله شرع فحكى لهم حكاية المعراج وأخبرهم بصفات بيت المقدس(٣) ، الخبر .
وممّا نقل هؤلاء ، وغيرهم أيضاً كالأصبغ بن نباتة عن عليّ عليهالسلام قال : «مرّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله بنفر من قريش وقد نحروا جزوراً وكانوا يسمّونها : الفهيرة ، ويجعلونها على النصب فلم يسلّم عليهم ، فلمّا انتهى إلى دار الندوة قالوا : يمرّ بنا يتيم أبي طالب رضىاللهعنه ولم يسلّم! فأيّكم يأتيه فيفسد عليه مصلاّه؟ فقال عبد اللّه بن الزبعرى(٤) : أنا أفعل ، فأخذ الفرث والدم فانتهى
____________________
فلو أنّ مجداً خلّد الدهر واحداً |
|
من الناس أبقى مجده اليوم مطعما |
انظر : الاشتقاق لابن دريد : ٨٨ ، والسيرة النبويّة لابن هشام ٢ : ١٥ ـ ٢٠ ، وكتاب حذفٍ من نسب قريش لمورّج بن عمرو السدوسي : ٤١ .
(١) نقله عنه فخّار بن معد الموسوي في إيمان أبي طالب : ٢٨٥ ، والمجلسي في بحار الأنوار ٣٥ : ١٢٣ / ٦٩ .
(٢) تقدّم في ص ٤٢١ .
(٣) مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ١ : ٢٣٠ ـ ٢٣١ .
(٤) هو عبد اللّه بن الزِبَعْرَى بن قيس بن عَدي . . . السهمي الشاعر ، اُمّه عاتكة بنت عبد اللّه بن عُمير ، كان من أشدّ الناس على رسول اللّه صلىاللهعليهوآله وعلى أصحابه بلسانه ونفسه ، له ديوان .