أعدت ما سمعت ورأيت)(١) ليكوننّ هلاكك أهون علَيَّ ممّا لم يكن ، فحلفت له أنّي لا أظهر ، فما رضي حتّى أخذ منّي العهد والميثاق ، فلمّا ولّيت عنه صفق بيده ، وسمعته يقول : (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ) الآية(٢)(٣) .
وقد روى أبو الصلت الهروي(٤) أيضاً : أنّ الرضا عليهالسلام أخبره بجميع هذه القصّة ، من أكل العنب المسموم ، وتغسيل الجواد إيّاه ودفنه ، كما ذكر . إلاّ أنّ في روايته أنّه رأى الجواد عليهالسلام (قد حضر)(٥) غسّله وكفّنه(٦) ، وصلّى عليه ودفنه(٧) ومضى ، وفيها أيضاً : أنّ المأمون لمّا رأى أمر القبر قال : لم يزل الرضا عليهالسلام يرينا عجائبه في حياته حتّى أراناها بعد وفاته أيضاً(٨) .
____________________
(١) بدل ما بين القوسين في «م» هكذا : (سمعته منك غير هذه المرّة أو بلغني أنّك أعدته) .
(٢) سورة النساء ٤ : ١٠٨ .
(٣) الهداية الكبرى : ٢٨٢ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٢٤٥ / ١ ، دلائل الإمامة : ٣٥١ / ٣٠٥ ، العدد القويّة : ٢٧٦ / ١٣ ، الدرّ النظيم : ٦٩٤ ـ ٦٩٨ ، بحار الأنوار ٤٩ : ٢٩٣ / ٨ ، بتفاوت فيها .
(٤) هو عبد السلام بن صالح الهروي ، يكنّى أبا الصلت ، لا خلاف بين الخاصّة ، ومَنْ عدا الجعفي من العامّة في وثاقته وصدق حديثه ، وإنّما الخلاف في كونه شيعيّاً أو عامّيّاً ، أو أنّه اثنان ؟ والأخبار الصادرة عنه تدلّ على تشيّعه ، وأنّه صاحب سرّ الرضا عليهالسلام وخاصّته .
انظر : تنقيح المقال ٢ : ١٥١ / ٦٥٨٨ ، ورجال الطوسيّ : ٣٦٩ / ٥٤٩٩ ، ورجال ابن داود : ١٢٩ / ٩٥٧ .
(٥) بدل ما بين القوسين في «م» : «عيناً» .
(٦) كلمة «وكفنه» لم ترد في «س» و«ل» .
(٧) كلمة «ودفنه» لم ترد في «س» و«ل» .
(٨) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٢٤٢ / ١ ، الأمالي للصدوق : ٧٥٩ / ١٠٢٦ ، روضة الواعظين : ٢٢٩ ، مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ٤ : ٤٠٤ ، بحار الأنوار ٤٩ : ٣٠٠ / ١٠ .