والنزاع وسائر القالات رأساً؟ فافهم .
ثمّ إنّ من المناقضات ما أورده ابن أبي الحديد أيضاً على ما مرّ من رواية أبي الطفيل التي نقلها السيوطي من مسند أحمد ، والجمع بين الصحيحين ، وغيرهما ، وقد قدّمنا ذكر المناقضة فلا نعيد ، بل أشرنا إلى غيرها من المناقضات أيضاً(١) .
ومن عجيب المناقضات ما ناقض فيه أبو بكر نفسه في محاكمة عليّ عليهالسلام والعبّاس إليه في بعض متروكات النبيّ صلىاللهعليهوآله حيث حكم لعليّ عليهالسلام بالميراث ، والحكاية من المشهورات حتّى أنّ ابن حجر نقلها في الصواعق أيضاً ، حيث قال : إنّ العبّاس رافع عليّاً عليهالسلام إلى أبي بكر في مطالبته بالميراث من رسول اللّه صلىاللهعليهوآله من الدرع والبغلة والعمامة والسيف ، وزعم أنّه عمّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله وأنّه أولى بتركة الرسول صلىاللهعليهوآله من ابن العمّ ، فحكم أبو بكر بها لعليّ عليهالسلام (٢) .
وقد صرّح جمع : بأنّ ذلك لكونه ابن عمّه لأبيه وأُمّه(٣) ، فلو لم يكن للنبيّ صلىاللهعليهوآله ميراث لما التفت أبو بكر إلى سماع دعواهما والحكم بينهما .
وممّا يدلّ على وقوع هذه الحكاية ، واشتهارها بين الناس ، بل كون نزاعهما وترافعهما إلى أبي بكر لتبيين خطئه : ما رواه جمع : أنّ يحيى بن خالد البرمكي سأل هشام بن الحكم بحضرة هارون الرشيد ، فقال له : أخبرني يا هشام ، عن الحقّ هل يكون في جهتين مختلفتين؟
____________________
(١) تقدّم ص ٣٤٩ .
(٢) انظر : الصواعق المحرقة ١ : ١٩٩ و١٠٠ ، ونقله عنه التستري في الصوارم المهرقة : ١٥٢ ، والشيرازي في الأربعين : ٥٢٠ .
(٣) بحار الأنوار ٢٩ : ٧٠ .