وغيرهما ، وصار هذا مع عدم تجاهر أبي طالب رضىاللهعنه بذكر كلمة التوحيد وإقامة الصلاة بعد دعوة النبيّ صلىاللهعليهوآلهسبباً لقبول أكثر العامّة تلك الموضوعات في كفره بل كفرهم ، جهلاً منهم بحقيقة الحال وغفلةً أو تغافلاً عن ملاحظة أنّ عدم التجاهر إنّما كان لمقتضى المصلحة الدينيّة بقرينة ما صدر عنه من صريح المقال والأفعال .
وها نحن نذكر هاهنا نبذاً من الشواهد على إيمانه عقلاً ونقلاً ، وعلى كذب ما ورد في خلاف ذلك مع بيان وجه المصلحة في عدم الإجهار أيضاً في ضمن مقامين :
المقام الأوّل : في بيان ما نُقل من شهادة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوجمع من المطّلعين لاسيّما ذرّيّته الصادقين الذين معلوم أنّهم كانوا أعرف بأحوال أبيهم من الأجانب بأنّه كان مؤمناً ، بل صرّح بذلك عند موته ، وإنّ دعوى غير ذلك فرية لا أصل لها .
روى جمع ، منهم : الفضل بن شاذان في فضائله ، وصاحب كتاب جامع الأخبار ، ومؤلّف كتاب روضة الواعظين ، كلّ واحد بإسناده عن بعض علماء العامّة، رووا جميعاً عن جابر بن عبداللّه الأنصاري ، عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهأنّه نقل في حديث طويل حكاية ولادة عليّ عليهالسلام مشتملة على عظم فضل عليّ عليهالسلام، وأنّه مع النبيّ صلىاللهعليهوآله من نور واحد إلى أن انقسما في عبد اللّه
____________________
في أبي طالب؟» ، قلت : جُعلت فداك يقولون : هو في ضحضاح من نار ، وفي رجليه نعلان من نار تغلي منهما أُمّ رأسه ، فقال : «كذب أعداء اللّه ، إنّ أبا طالب من رفقاء النبيّين ، والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أُولئك رفيقاً» . انظر : كنز الفوائد للكراجكي ١ : ١٨٣ ، ونحوه في غريب الحديث ٤ : ٣٩٢ ، ومسند أحمد ٣ : ٣٧٩ / ١٠٦٧٤ ، وكنز العمال ١٢ : ٨٢ / ٣٤٠٩٠ ـ ٣٤٠٩٣ ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٤ : ٦٦ .