وقد روى جماعة بعضهم إجمالاً كعلماء العامّة ، وبعضهم تفصيلاً كعلماء الإماميّة ، فمن الناقلين المسعوديّ في كتابه ، والثعلبيّ في تفسيره ، وأبو بكر بن ثابت في تاريخه ، وابن مندة وغيرهم من علماء العامّة ، ومنهم : ابن جرير الطبريّ في كتاب المسترشد ، والكلينيّ في الكافي ، وابن شهرآشوب في مناقبه ناقلاً من كتاب الجلاء والشفاء ، وغيرهم من أصحابنا ، كلّهم عن جمع من أصحاب الرضا عليهالسلام ، ونحن نذكر خلاصة كلام الذين نقلوها مفصّلةً ، قالوا : لمّا وصل خبر وفاة الرضا عليهالسلام إلى شيعته في الأطراف ، خاصّة أهل الكوفة وبغداد ، اجتمع جماعة من وجوه الشيعة ـ كالريّان بن الصلت ، وصفوان بن يحيى ، ويونس ، وغيرهم ـ في دار عبد الرحمان بن الحجّاج ، فتكلّموا من جهة صغر سنّ أبي جعفر عليهالسلام ، فقال بعضهم : مَن لهذا الأمر ، ومَن نقصد بالمسائل إلى أن يكبر هذا الصبيّ ؟ فاعترض عليه الباقون بأنّه إن كان أمره من اللّه عزّ وجلّ ، ونصّ عليه أبوه ، فلو أنّه ابن يوم واحد لكان هو بمنزلة ابن مائة سنة ، وإن لم يكن من عند اللّه ، فلو عمّر ألف سنة فهو كواحد من الناس ، فاستقرّ رأيهم على الذهاب إلى المدينة وامتحانه وتحقيق شأنه ، فاجتمع من فقهاء بغداد والأمصار وعلمائهم ثمانون رجلاً ، وقصدوا الحجّ والمدينة ؛ ليشاهدوا أبا جعفر عليهالسلام ، فلمّا وافوا أتوا دار أبي عبد اللّه الصادق عليهالسلام ، فدخلوها وبسط لهم بساط فجلسوا ، وخرج إليهم عبد اللّه بن موسى وهو شيخ كبير فجلس في صدر المجلس ، فنادى منادٍ : هذا ابن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، من أراد السؤال فليسأل ، فقال بعض الناس : هذا صاحبنا ، فقال الفقهاء : قد روينا عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه عليهماالسلام أنّه «لا تجتمع الإمامة في أخوين بعد