والهجرة ، وأوصت إلى رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، حتّى أنّه روى جمع عن الزبير بن العوام أنّه قال : سمعت النبيّ صلىاللهعليهوآله يدعو النساء إلى البيعة حين نزل قوله تعالى : (إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ)(١) الآية ، فكانت فاطمة بنت أسد اُمّ عليّ عليهالسلام أوّل امرأة بايعت(٢) .
وأمّا حمزة وجعفر رضي اللّه عنهما فحالهما في الجلالة وإعانة النبيّ صلىاللهعليهوآله والدين كالشمس في رابعة النهار ، مع أنّه قد مرّ في ذلك أخبار مسلّمة بين كافّة الإسلام ، ولا بأس إن ذكرنا هاهنا أيضاً نبذاً ممّا نقل في جلالتهما ، بل جلالة غيرهما حتّى عامّة الهاشميّين ، وفضلهم على سائر طوائف العرب والعجم .
قال في الاستيعاب : كان جعفر أشبه الناس خَلقاً وخُلقاً برسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، هاجر إلى الحبشة وقدم منها على رسول اللّه صلىاللهعليهوآله حين فتح خيبر ، فتلقّاه النبيّ صلىاللهعليهوآله واعتنقه وقال : «ما أدري بأيّهما أنا أشدّ فرحاً بقدوم جعفر أم بفتح خيبر ؟» . قال الزبير : بعث رسول اللّه صلىاللهعليهوآله إلى مؤتة جعفر ابن أبي طالب رضىاللهعنه ، فقاتل فيها حتّى قُطعت يداه ، ثمّ قُتل ، فقال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : «إنّ اللّه سبحانه أبدله بيديه جناحين يطير بهما في الجنّة حيث شاء» ، فمن هناك قيل له : جعفر ذو الجناحين(٣) .
وعن ابن عبّاس قال : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : «دخلت البارحة الجنّة
____________________
(١) سورة الممتحنة ٦٠ : ١٢ .
(٢) شرح الأخبار ٣ : ٢١٤ ـ ٢١٥ ، كشف الغمّة ١ : ٣٠٦ ، بحار الأنوار ٣٦ : ١٢٢ ، مقاتل الطالبيّين : ٩ ـ ١٠ ، فضائل الطالبيّين : ١٩٠ ، المناقب للخوارزمي : ٢٧٧ / ٢٦٤ .
(٣) الاستيعاب ١ : ٢٤٢ .