وحشر الناس عراة ، فقالت : واسوأتاه ، فكفّنتها بقميصي لتقوم يوم القيامة مستورة .
وأمّا قولي لها : ابنكِ ابنكِ عليّ ، فإنّه لمّا نزل عليها الملكان وسألاها عن ربّها ؟ فقالت : اللّه ربّي ، فقالا : من نبيّك ؟ فقالت : محمّد نبيّي ، فقالا : من وليّك وإمامك ؟ فاستحت(١) أن تقول ولدي ، فقلت لها : قولي ابنك عليّ بن أبي طالب ، فأقرّ اللّه بذلك عينها»(٢) .
وفي بعض الروايات : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله حفر هو لحدها بيده وقال : «اللّهمّ اغفر لاُمّي فاطمة بنت أسد ، ولقّنها حجّتها ، ووسّع عليها مدخلها بحقّ نبيّك محمّد والأنبياء من قبلي ، فإنّك أرحم الراحمين» ، ثمّ قال : «إنّها كانت من أحسن خلق اللّه صنيعاً إلَيَّ بعد أبي طالب رضي اللّه عنهما»(٣) .
وفي رواية طويلة : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال لعمّار بعد دفنها : «يا عمّار ، إنّ الملائكة قد ملأت الاُفق ، وفُتح لها باب من الجنّة ، ومُهّد لها مهاداً من مهاد الجنّة ، وبُعث إليها بريحان من رياحين الجنّة ، فهي في روح وريحان وجنّة نعيم ، وقبرها روضة من رياض الجنّة»(٤) .
وقد مرّ كثير من أحوالها وفضائلها ، وكانت من السابقات في الإسلام
____________________
(١) كذا في النسخ ، والصواب ، (فاستحيت) كما وردت في المصادر .
(٢) الفضائل لشاذان بن جبرئيل : ٢٧٧ / ١٢٢ ، بحار الأنوار ٦ : ٢٤١ / ٦٠ ، و٣٥ : ١٨٠ بتفاوت يسير فيهما ، وانظر : الأمالي للصدوق : ٣٩١ ، بصائر الدرجات : ٣٠٧ / ٩ ، روضة الواعظين ١ : ٣٢٥ / ٣٤٠ ، خصائص الأئمّة للسيّد الرضي : ٦٤ ـ ٦٥ . الروضة في الفضائل : ١٢٢ مخطوط .
(٣) الفصول المهمة لابن الصبّاغ : ٣١ ـ ٣٢ ، بحار الأنوار ٣٥ : ١٧٩ ـ ١٨٠ ، وانظر : قوله صلىاللهعليهوآله : «اللهم اغفر لأُمّي . . .» في المناقب لابن المغازلي : ٧٧ / ١١٥ ، الدرّ النظيم : ٢٢٣ ، وقوله : «إنّها كانت . . .» في المناقب للخوارزمي : ٤٧ / ١٠ .
(٤) روضة الواعظين ١ : ١٤٢ ، بحار الأنوار ٣٥ : ٧١ .