عدوت إليه حافية وفتحت الباب وحكيت له ما رأيت ، فقال : هو إنّما يكون نبيّاً ، وأنت تلدين له وزيراً بعد يأس ، فولدت عليّاً كما قال(١) .
وقد روى جمعٌ خطبةً خطبها أبو طالب عند خطبته خديجة عليهاالسلام للنبيّ صلىاللهعليهوآله ، وفيها ما ينادي بعلم أبي طالب نبوّته ، فإنّه قال بعد أن حمد اللّه عزّ وجلّ بما هو المشهور عنه : ثمّ إنّ محمّداً ابن أخي من لا يوازن به فتىً من قريش ، إلاّ رجّح عليه برّاً ، وفضلاً ، وحزماً ، وعقلاً ، ورأياً ، ونبلاً وإن كان في المال قُلٌّ ، فإنّما المال ظلّ زائل ، وعارية مسترجعة ، وله واللّه من بعد نبأ شائع ، وخطب جليل ، وقد رغب في خديجة(٢) ، الخطبة .
وفي كتاب المناقب : كانت السباع تهرب من أبي طالب ، فاستقبله أسد في طريق الطائف وبصبص له وتمرّغ لديه ، فقال أبو طالب : أسألك بحقّ خالقك أن تبيّن لي حالك ، فقال الأسد : إنّما أنت أبو أسد اللّه ، ناصر نبيّ اللّه ومربّيه ، فازداد أبو طالب في حبّ النبيّ [ صلىاللهعليهوآله ] والإيمان به(٣) .
وقد وردت أخبار أُخَر أيضاً صريحة في المقصود تركناها لطولها وكفاية ما ذكرناه لصاحب البصيرة ، بل كفى ما ذكرناه هاهنا مع ما مرّ في مقالة أحوال النبيّ صلىاللهعليهوآله في جلالة شأن عبد المطّلب أيضاً ، وكذا هاشم ، بل سائر آباء النبيّ صلىاللهعليهوآله لا سيّما والديه .
____________________
(١) الخرائج والجرائح ١ : ١٣٩ / ٢٢٥ .
(٢) إعلام الورى ١ : ٢٧٤ ، إيمان أبي طالب للسيّد فخّار : ٢١٤ ، الدرجات الرفيعة : ٥١ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٤ : ٧٠ ، بحار الأنوار ٣٥ : ١٥٧ ـ ١٥٨ ، وفيها بتفاوت ، وانظر : العدد القوية : ١٤٣ ـ ١٤٤ ، والتذكرة الحمدونية ٦ : ٢٥٣ / ٦٢٥ ، وصفة الصفوة ١ : ٧٤ ، وامتاع الأسماع ٦ : ٢٩ ، والدرّ المنثور ١ : ٣٩٦ .
(٣) مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ١ : ٥٣ ، بحار الأنوار ٣٥ : ٨٤ / ٢٧ .