صرت أشتري لهم الحوائج من السوق ، وكنت أدخل عليه(١) من غير إذنٍ إذا كان في الدار رجال ، فدخلت عليه يوماً وهو في دار الرجال ، فسمعتُ حركةً في البيت وناداني : مكانك لا تَبرح ، فلم أَجْسِرْ أن أدخل أو أخرج فخرجَتْ علَيَّ جارية ، معها شيء ، مغطّىً ، ثمّ ناداني : ادخل ، فدخلتُ ، فنادى الجارية ، فَرجعَتْ فقال لها : «اكشفي عمّا معكِ» ، فكشفت عن غلامٍ أبيض حسن الوجه ، وكشف عن بطنه ، فإذا شعر نابت من لَبّته إلى سُرَّته ، أخضر ليس بأسود ، فقال : «هذا صاحبكم» ، ثمّ أمرها فحملته ، فما رأيته بعد ذلك حتّى مضى أبو محمّد عليهالسلام .
وفي رواية الصدوق : قال ضوء بن عليّ : كم كنت تُقدّر له من السنين؟ قال : سنتين(٢) .
والأخبار من هذا القبيل عن والده عليهالسلام كثيرة لا تحصى ، وكذا عن أجداده عليهمالسلام ، ولنذكر نبذاً من أخبار أجداده أيضاً مزيداً للتوضيح .
روى جماعة من الثقات المحدّثين ـ منهم : الكلينيّ ، والقمّيّ ، والصدوق ، والطبريّ ، وأمثالهم ـ أخباراً وإن ذكر بعضها بعضهم ، فمنها : عن أبي هاشم الجعفريّ داود بن القاسم الثقة الجليل قال : سمعت أبا الحسن صاحب العسكر عليهالسلام يقول : «الخلف من بعدي ابني الحسن عليهالسلام ، فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف ؟» فقلت : ولِمَ ، جعلني اللّه فداك ؟
فقال : «لأنكم لا ترون شخصه ولا يحلّ لكم ذكره باسمه» .
____________________
(١) في هامش «ن» : عليهم .
(٢) الكافي ١ : ٢٦٥ / ٦ (باب الإشارة والنصّ إلى صاحب الدار عليهالسلام ) و٤٣١ / ٢ (باب مولد الصاحب عليهالسلام ) ، كمال الدين : ٤٣٥ / ٤ ، الغيبة للطوسيّ : ٢٣٣ / ٢٠٢ ، بحار الأنوار ٥٢ : ٢٦ / ٢١ ، ولم نعثر عليه عن الطبريّ .