آهاً اُردّد وحسرة لفراقه |
|
إذ لا أراه قد تطاول باسق |
أترى أراه والّلواء أمامه |
|
وعليّ ابني للّواء معانق(١) |
إلى آخر الأبيات .
ونقل جمع من أهل السير أنّ أبا طالب رضىاللهعنه لمّا حضرته الوفاة اجتمع إليه أهله ، فأنشأ يقول :
أُوصي بنصر النبيّ الخير مشهده |
|
عليّاً ابني وشيخ القوم عبّاسا |
وحمزة الأسد الحامي حقيقته |
|
وجعفراً أن يذودوا دونه البأسا |
كونوا فداءً لكم اُمّي وما ولدت |
|
في نصر أحمد دون الناس أتراسا |
وقد مرّ(٢) هذا بتفاوت يسير .
وفي كتاب شرح الأخبار لابن فيّاض أنّ عليّاً عليهالسلام قال في حديثٍ له : «إنّ أبا طالب هجم علَيَّ وعلى النبيّ صلىاللهعليهوآله ونحن ساجدان ، فقال : أفعلتماها؟ ثمّ أخذ بيدي ، فقال : انظر كيف تنصره وجعل يرغّبني في ذلك ويحضّني عليه»(٣) الخبر .
وروى جمع كالمدائني ، والطبري وغيرهما ، عن أبي رافع مولى النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه ذكر حديثاً طويلاً في قصّة بدر وما بدا في ذلك اليوم من عليّ [ عليهالسلام ] ، وحمزة ، وعبيدة بن الحارث بن عبد المطّلب من الجهاد بين يدي النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى أن أُصيب عبيدة ، قال : فاحتملوا عبيدة من المعركة إلى
____________________
(١) نقله ابن شهرآشوب بدون نسبة في مناقبه ١ : ٩٤ ، والمجلسي في بحار الأنوار ٣٥ : ٩١ ، وفي «م» البيت الخامس (آهاً . .) لم يرد .
(٢) تقدّم ص ٤٢٢ ، وانظر : الفصول المختارة (ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ، ج ٢) : ٢٨٤ ، إيمان أبي طالب (ضمن مصنفات المفيد ج ١٠) : ٣٧ .
(٣) نقله عنه ابن شهرآشوب في مناقبه ٢ : ٢٥ ، وأورده إبراهيم بن محمّد في الغارات ٢ : ٥٨٧ بتفاوت ، بحار الأنوار ٣٤ : ٣٦٠ .