نفساً ، واطمئنّوا للفتنة جأشاً ، وأبشروا بسيفٍ صارم ، وهرجٍ دائم ، وقرحٍ شامل ، واستبدادٍ من الظالمين يدع فيئكم زهيداً ، وجمعكم حصيداً ، فيا حسرةً لكم ، وأنّى بكم وقد عميت عليكم الأنباء ، أنلزمكموها وأنتم لها كارهون»(١) ، ثمّ أمسكت .
وفي رواية سويد بن غفلة : فأعادت النساء قولها عليهاالسلام على رجالهنّ ، فجاء إليها قوم من وجوه المهاجرين والأنصار معتذرين عندها ، فقالت : «إليكم عنّي فلا عذر بعد تعذيركم ، ولا أمر بعد تقصيركم»(٢) .
أقول : وقد روى هذه الخطبة علماء أهل البيت عليهمالسلام أيضاً بأسانيد عديدة . ولنوضّح معنى بعض عباراتها .
قولها عليهاالسلام «عائفة» : أي كارهة . و«القالية» : المبغضة . و«لفظته» : أي رميته وطرحته . و«العجم» ـ بفتح العين وسكون الجيم ـ : العضّ ، تقول : عجمت العود إذا عضضته . و«شنأه» : أي أبغضه . و«سبره» : أي اختبره . فالمراد أنّي أبغضتهم بعد امتحانهم ومشاهدة سيرتهم وأطوارهم .
قولها عليهاالسلام : «فقبحاً لفُلول الحدّ» إلى قولها : «خالدون» . الفلول : ـ بالضمّ ـ جمع فلّ ، ـ بالفتح ـ وهو الثلمة . وقيل : مصدر ، وحدّ الرجل : بأسه .
«والخور» : الضعف . و«القناة» : الرمح . و«الخطل» : الفساد .
قولها عليهاالسلام : «لقد قلّدتهم ربقتها» الربقة : في الأصل عروة في حبل
____________________
(١) انظر : معاني الأخبار : ٣٥٤ و٣٥٥ ـ ٣٥٦ ، الأمالي للطوسي : ٣٧٤ / ٨٠٤ ، دلائل الإمامة : ١٢٥ و١٢٨ / ٣٧ ، و٣٨ ، الاحتجاج ١ : ٢٨٦ / ٥٠ ، كشف الغمّة ١ : ٤٩٢ ، وبلاغات النساء : ٣٧ ، المناقب للشرواني : ٤٢٣ ، السقيفة وفدك : ١١٧ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٦ : ٢٣٣ ، بحار الأنوار ٤٣ : ١٥٨ ـ ١٦٢ / ٨ ـ ١٠ .
(٢) الاحتجاج ١ : ٢٩١ ـ ٢٩٢ ، بحار الأنوار ٤٣ : ١٦١ .