العلماء ومعاشريهم صدور خطأ أو عصيان منهم ، أو عَجْزٍ عمّا سئلوا ، فضلاً عن الأخبار المنقولة عنهم بالنسبة إلى ما لم يكن في زمانهم عليهمالسلام ثمّ كان كما ذكروا فيما بَعْدُ ، ونحو ذلك ممّا مرّ مراراً ويأتي كراراً ، وقد مرّ لا سيّما في فصل علومهم مفصّلاً ، وذُكر في سائر الفصول الماضية والآتية تقريباً ما لا يبقى بعد ملاحظته مجال شكّ أو كلام في ثبوت ما ذكرناه من العلم فيهم ، وكذا قد مرّ في فصل بيان عصمتهم ، وذُكر في كثير من الفصول ـ لاسيّما ما سيأتي من الفصل التاسع والعاشر والحادي عشر وغير ذلك ـ ما هو صريح في كونهم جميعاً معصومين ، حتّى بنصّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله في الأخبار التي رواها القوم أيضاً . إلاّ أنّ الذي قال بإمامة من لم يشمّ رائحةَ شيءٍ من هذه الكمالات العالية التي خصّ اللّه تعالى بها هؤلاء الأجلّة ؛ لتكون برهاناً على إمامتهم وفرض طاعتهم ، ولم يقدر على إثبات شيءٍ منها فيمن قال بإمامته ؛ لوضوح خلافه ، فلا محالة يتشبّث مثل هذا كالغريق بكلّ حشيشةٍ ، فمرّةً يحكي عن الشيعة بما يوهم أنّهم يزعمون مزيد كمالات بعض الأئمّة عليهمالسلام على النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ومرّةً بما يوهم زعمهم تساوي علمهم مع علم الباري عزّ شأنه ونحو ذلك ، حتّى يُنفّر عنهم طباع الغافلين عن حقيقة الحال ، فيزعمون كونهم ظالمين ، والجميع محض فرية وتهمة وتلبيس في الكلام ، فلا تغفل .
ثمّ إنّ بعضاً منهم تشبّث في إنكار كون المهديّ الموعود هذا الإمام عليهالسلام باستبعاد بقائه ، بل عدم إمكانه طول المدّة الطويلة ، وهو أوضح بطلاناً من سائر شُبههم .
أمّا أوّلاً : فلأنّ بعد إخبار المخبر الصادق بشيءٍ ممكن الوجود لا وجه للشبهة فيه .