بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ)(١) .
وسيأتي في الفصل الحادي عشر ، ومرّ سابقاً أيضاً لا سيّما في فصل علومهم أخبارٌ في أنّه كان لكلّ إمام كتاب مختصّ به من اللّه تعالى يعمل على وفق ما أمر به فيه من حين تعلّق الإمامة به إلى حين وفاته ، من غير أن يخالفوا شيئاً من ذلك أبداً ، فافهم .
ثمّ اعلم أيضاً أنّ ما نقلناه أخيراً عن الذهبيّ من قوله : والذي يعتقده الرافضة في هذا المنتظر(٢) إلى آخر كلامه ، فهو أيضاً محض تمويه وتلبيس ؛ لأنّ أحداً من الإماميّة الاثني عشريّة الذين هم أصحاب القول بإمامة هذا المنتظر ، لم يقل غير أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله والأئمّة عليهمالسلام كلّهم معصومون تمام عمرهم ـ من لطف اللّه ، المتعلّق بخصوص هؤلاء من بين سائر الأُمّة ـ عن الخطأ والعصيان كسائر الأنبياء والأوصياء ، وكذا لم يقل أحدٌ منهم غير أنّ اللّه تعالى علّم النبيّ والأئمّة عليهمالسلام جميعاً كلّ ما كان ويكون ممّا لا بدّ وينبغي أن يعلموا ولو بواسطة تفهيم ما في الكتاب ، وتعليم بعضهم بعضاً كتعليم النبيّ صلىاللهعليهوآله عليّاً عليهالسلام ، وهكذا إلى آخرهم ؛ لكيلا يكونوا محتاجين كغيرهم إلى استعمال الرأي والقياس وأمثالهما التي قد تخطى ، ولا عاجزين ـ ببركة تعليمه ـ عن كلّ ما يرد عليهم سؤاله من أنواع المعارف والعلوم ، سواءٌ كان ممّا مضى ، أو ممّا يأتي ، أو غيرهما .
وليس شيء من هذين القولين ممّا يوجب الطعن الذي ذكره هذا الرجل على القائل بهما ، لا سيّما بعد ظهور كون النبيّ صلىاللهعليهوآله وهؤلاء الأئمّة عليهمالسلام مسلّمين عند كافّة الناس علماً وصلاحاً ، وعدم نقل أحدٍ من
____________________
(١) سورة الأنبياء ٢١ : ٢٦ و٢٧ .
(٢) راجع ص ١٤٧ ـ ١٤٨ .