لقد فاخرتَنا من قُريشٍ عصابةٌ |
|
بِمَطِّ خدودٍ وامتدادِ أصابع |
فلمّا تنازَعنا انفحار قضى لنا |
|
عليهم بما نَهوى نداءُ الصوامعِ(١) |
قال المتوكّل : وما نداء الصوامع يا أبا الحسن ؟ فقال : «أشهد أن لا إله إلاّ اللّه ، وأشهد أنّ محمّداً رسول اللّه صلىاللهعليهوآله هو جدّي أم جدّك ؟» فضحك المتوكّل ، وقال : بل جدّك لا ندفعك عنه(٢) .
وروى الكليني ، وغيره عن الحسين بن الحسن الحَسَنيّ ، عن يعقوب ابن ياسر ، قال : كان المتوكّل يقول : وَيْحكم قد أعياني أمرُ ابن الرضا عليهالسلام (٣) أبى أن يشربَ معي أو ينادِمَني أو أجد منه فُرصةً في هذا .
فقالوا له : فإن لم تجد منه ، فهذا أخوه موسى قصّافٌ ، عزّافٌ ، يأكل ويَشربُ ويَتعشّق .
قال : ابعثوا إليه فجيئوا به ، حتّى نُمَوِّهَ به على الناس ، ونقول : ابن الرضا فَعَل كذا وكذا .
فكتب إليه واُشخص مُكرّماً ، وتلقّاه جميعُ بني هاشم والقوّادُ والناسُ [...] ، وجعل له منزلاً سريّاً ، حتّى يَزورَهُ هو فيه .
فلمّا وافى موسى تلقّاه أبو الحسن عليهالسلام في قنطرة وَصيفٍ ـ وهو موضع يُتَلَقّى فيه القادمونَ ـ فسلّم عليه ووفّاه حقّه ، ثمّ قال له : «إنّ هذا
____________________
(١) ديوان الحماني : ٨١.
وفي «س» و«ت» و«م» الأصابع بدل أصابع ، والقضاء بدل انفحار ، وما أثبتناه من «ل» والمصدر .
(٢) الأمالي للطوسيّ : ٢٨٧ / ٥٥٧ ، مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ٤ : ٤٣٧ ، الدرّ النظيم : ٧٢٥ ، بحار الأنوار ٥٠ : ١٢٨ / ٦ ، وبتفاوت فيها .
(٣) المراد به أبو الحسن الثالث عليه السلام، وإطلاقه على أبي جعفر الجواد وأبي محمّد العسكري عليهماالسلام صحيح أيضاً .