وفي رواية اُخرى عن ابن عباس : أنّ فاطمة عليهاالسلام كانت لا يذكرها أحد لرسول اللّه صلىاللهعليهوآله إلاّ أعرض عنه حتّى آيس الناس منها(١) .
وفي رواية أهل البيت ، وغيرهم : أنّه لمّا زوّج النبيّ صلىاللهعليهوآله فاطمة من عليّ عليهالسلام عاتبه رجال من قريش وقالوا : خطبناها إليك فمنعتنا وزوّجت عليّاً عليهالسلام ، فقال لهم : «واللّه ، ما أنا منعتكم وزوّجته ، بل اللّه منعكم وزوّجه حتّى نزل جبرئيل علَيَّ وقال : إنّ اللّه يقول : لو لم أخلق عليّ بن أبي طالب لما كان لفاطمة كفو على وجه الأرض ، آدم فمن دونه»(٢) .
وفي كتاب الفردوس : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «لولا عليٌّ لما كان لفاطمة كفو»(٣) .
وروى جمع من المؤالف والمخالف ، منهم : الأعمش ، ومنهم : عمر ابن هارون(٤) ، ومهدي بن سابق ، وغيرهم ، عن الصادق ، عن عليّ عليهماالسلام قال ما خلاصته : «لقد هممتُ بتزويج فاطمة عليهاالسلام ولم أتجرّأ أن أذكر ذلك للنبيّ صلىاللهعليهوآله ، وإنّ ذلك في صدري حتّى دخلتُ عليه يوماً ، فقال : يا عليّ ، قلت : لبّيك يا رسول اللّه ، قال : هل لك في التزويج؟
____________________
(١) شرح الأخبار ٢ : ٣٥٥ / ٧١٣ ، المناقب للخوارزمي : ٣٣٨ / ٣٥٩ ، كشف الغمّة ١ : ٣٥٠ ، كفاية الطالب : ٣٠٤ ، ورواه مرفوعاً علي بن إبراهيم في تفسيره ٢ : ٣٣٦ ، بحار الأنوار ٤٣ : ٩٩ / ١١ .
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٢٥ / ٣ ، بحار الأنوار ٤٣ : ٩٢ / ٣ .
(٣) فردوس الأخبار ٣ : ٤١٨ / ٥١٧٠ ، بتفاوت في بعض الألفاظ .
(٤) لعلّه عمر بن هارون البلخي ، يكنّى أبا حفص ، عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق عليهالسلام ، وحدّث عن الإمام الصادق عليهالسلام ، والثوري ، وحمزة الزيّات ، وخلقٍ كثير ، وعنه : عفّان بن مسلم ، وأحمد بن حنبل ، ومحمّد بن حميد وآخرون .
مات سنة ١٩٤ هـ .
انظر : رجال الطوسي : ٢٥٤ / ٣٥٧٦ ، وتنقيح المقال ٢ : ٣٤٨ / ٩٠٥٦ ، وسير أعلام النبلاء ٩ : ٢٦٧ / ٧٥ ، وتاريخ الإسلام (حوادث (١٩١ ـ ٢٠٠) : ٣١٩ / ٢٢٢ .