قال : قصدت سُرَّ من رأى فخرجت إلَيَّ صُرّة فيها دنانير وثوبان ، فرددتها وقلت في نفسي : أنا عندهم بهذه المنزلة ، وأخذتني العبرة ، ثمّ ندمتُ بعد ذلك ، وقلت : كفرتُ بردّها على مولاي ، فكتبتُ أعتذر من ذلك وأستغفر ، ودخلت الخلاء وأنا أُحدّث نفسي وأقول : واللّه ، إن رُدّت إلَيَّ [ الصُّرّة ] لم أُحلّها ولم أنفقها وأحملها إلى أبي فهو أعلم منّي ، فخرج إلَيَّ «أخطأت بردّك برّنا ، إنّا ربّما فعلنا ذلك بموالينا وربّما يسألونا ذلك يتبرّكون به ، فإذا استغفرتَ اللّه فاللّه يغفر لك ، فأمّا إذا كانت عزيمتك أن لا تُحدث فيها شيئاً ولا تُنفقها في طريقك ، فقد صرفناها عنك ، وأمّا الثوبان فلا بدّ منهما لتُحرم فيهما»(١) .
وعن محمّد بن شاذان قال : اجتمعت عندي خمسمائة درهم تنقص عشرين درهماً (فوزنت [ من ] عندي عشرين درهماً ورفعتها إلى أبي الحسين الأسديّ رضىاللهعنه (٢) ولم اُعرّفه أمر العشرين ، فورد الجواب : «قد وصلت الخمسمائة درهم التي لك فيها عشرون درهماً»(٣) .
وروى جمعٌ ، عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ ، عن أبيه ، عن إسحاق بن حامد الكاتب ، قال : كان بقمّ رجلٌ بزّاز مؤمن وله شريك
____________________
(١) كمال الدين : ٤٩٠ / ١٣ ، إعلام الورى ٢ : ٢٦٤ ، بحار الأنوار ٥١ : ٣٢٨ بتفاوت فيها .
(٢) هو محمّد بن جعفر بن محمّد بن عون الأسديّ ، الكوفي ، يكنّى أبا الحسين ، ساكن الري ، كان ثقةً أحد الأبواب ، له كتاب .
توفّي سنة ٣١٢ هـ .
انظر : رجال النجاشي : ٣٧٣ / ١٠٢٠ ، رجال الشيخ : ٤٣٩ / ٦٢٧٨ ، تنقيح المقال ٢ : ٩٥ / ١٠٥٠٣ من أبواب الميم .
(٣) كمال الدين : ٥٠٩ / ٣٨ ، وباختلاف في : الكافي ١ : ٤٣٩ / ٢٣ (باب مولد الصاحب عليهالسلام ) ، والإرشاد للمفيد ٢ : ٣٦٥ ، والغيبة للطوسي : ٤١٦ / ٣٩٤ ، وإعلام الورى ٢ : ٢٦٥ ، وبحار الأنوار ٥١ : ٣٣٩ / ٦٥ .