ضبطه ابن خلّكان وبعضٌ(١) ، أو أبي داوُد على ما في بعض النُّسَخ ، وهو من قُضاة المعتصم ، وعلماء الضلال ـ كان سببَ هذا السمّ حسداً منه للإمام عليهالسلام .
فإنّه روى جمع ، منهم : النجاشي عن زُرقان(٢) ـ صاحب أحمد هذا وخاصّته ـ أنّه قال : رجع أحمد ذات يوم من عند المعتصم وهو مغتمّ ، فقلت له في ذلك ، فقال : وددتُ اليوم أنّي قَدْ مُتُّ منذ عشرين سنة .
قلت له : ولِمَ ذلك ؟ قال : لِمَا كان من هذا الأسود ـ يعني أبا جعفر محمّد بن عليّ الرضا عليهماالسلام ـ اليوم بين يدي أمير المؤمنين .
فقلت : وكيف كان ذلك ؟ قال : إنّ سارقاً أقرّ على نفسه بالسرقة ، فجمع الخليفة الفُقهاءَ ؛ لحكم تطهيره في مجلسه ، وقد أحضر محمّد بن عليّ ، فسألنا عن موضع القطع ، فقلت : من الكرسوع؛ لأنّ اليد هي الأصابع والكفّ إلى الكرسوع؛ لقول اللّه تعالى في التيمّم : (فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ)(٣) واتّفق معي على ذلك قوم ، وقال آخرون : من المرفَق ؛ لأنّ اللّه قال : (وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ)(٤) في الوضوء ، فدلّ ذلك على أنّ حدّ اليد هو المرفق . فالتفت الخليفة إلى محمّد بن عليّ فسأله ، فقال : «قد تكلّم
____________________
وُلد سنة ستّين ومائة بالبصرة ، توفّي سنة ٢٤٠هـ .
الفهرست لابن النديم : ٢١٢ ، تاريخ بغداد ٤ : ١٤١ / ١٨٢٥ ، وفيات الأعيان ١ : ٨١ / ٣٢ ، سير أعلام النبلاء ١١ : ١٦٩ / ٧١ ، تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٢٣١ ـ ٢٤٠) : ٤٠ / ١٤ ، الوافي بالوفيات ٧ : ٢٨١ / ٣٢٦٤ .
(١) وفيات الأعيان ١ : ٩١ ، مرآة الجنان ٢ : ٩٢ .
(٢) لعلّه محمّد بن عبد اللّه بن سفيان ، المعروف بزُرقان الزيّات .
انظر : تاريخ بغداد ٥ : ٤٣١ / ٢٩٤٨ .
(٣) سورة النساء ٤ : ٤٣ .
(٤) سورة المائدة ٥ : ٦ .