القوم فيه» .
فقال الخليفة : دعني عن ذلك ، أيّ شيءٍ عندك ؟ فقال : «أعفني عن هذا» .
قال : أقسمت عليك باللّه ، لما أخبرتني بما عندك .
فقال : «إذا أقسمت علَيَّ ، فإنّي أقول : إنّهم أخطئوا فيه السُّنّة ؛ فإنّ القطع يجب أن يكون من مَفصل أُصول الأصابع فيُترك الكفّ» .
قال : وما الحجّة في ذلك ؟
قال : «قول رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : السجود على سبعة أعضاء : الوجه ، واليدين ، والركبتين ، وإبهامي الرِّجلين ، فإذا قطعت اليد من الكُرسوع ، أو المرفق ، لم يبق له يد يسجد عليها ، وقال اللّه تعالى : (وَأَنَّ الْمَسَجِدَ لِلَّهِ) ـ يعني به هذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها ـ (فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً)(١) ، وما كان للّه لم يُقطَع» .
قال : فأعجبَ الخليفة ذلك ، وعمل بقوله ، فقامت قيامتي وتمنّيت أنّي لم أك حيّاً .
ثمّ قال زرقان : ثمّ إنّ أحمد قال لي بعد ذلك : إنّي صرتُ إلى المعتصم بعد ثلاثة أيّام ، فقلتُ : إنّ نصيحة أمير المؤمنين علَيَّ واجبة ، وأنا أُكلّمه بما أعلم أنّي أدخل به النار ، قال : وما هو ؟
قلت : إذا جمع أمير المؤمنين في مجلسه الفقهاء وعلماء رعيته لأمرٍ من أُمور الدين ، فسألهم عن ذلك ، فأخبروه بما عندهم ، وشاع ، وذاع ، وبلغ الأسماع ، ثمّ يَترك أقاويلهم كلّهم لقول رجلٍ ، يقول شطر هذه الأُمة
____________________
(١) سورة الجنّ ٧٢ : ١٨ .