والانتهاء إلى أمرك ورأيك ، والتقرّب إلى اللّه وإلى أمير المؤمنين بذلك .
وأمير المؤمنين مشتاقٌ إليك ، يحبّ إحداثَ العَهدِ بك ، والنظرَ إليك ، فإن نَشِطتَ إلى زيارته والمُقام قِبَلَه ما رأيت شخصتَ ، ومن أحببت من أهل بيتك ومَواليك وحَشَمِك على مُهلةٍ وطُمأنينَةٍ ، ترحل (إذا شِئتَ وتنزل)(١) إذا شِئتَ ، وتسير كيف شِئتَ ، وإن أَحببتَ أن يكون يحيى بن هرثمة مولى أمير المؤمنين ومن معه من الجند مشيّعين لك ، يرحلون برحيلك ويسيرون بسيرك ، فالأمر في ذلك إليك ، حتّى تُوافِي أميرَ المؤمنين ، فما أحد من إخوته وولده وأهل بيته وخاصّته ألطفَ منه منزلةً ، ولا أحمدَ له أَثَرةٌ ، ولا هو لهم أَنظرَ ، وعليهم أَشفقَ ، وبهم أبرَّ ، وإليهم أسكنَ منه إليك إن شاء اللّه تعالى ، والسلام عليك ورحمة اللّه وبركاته . وكتب إبراهيم بن العباس ، وصلّى اللّه على محمّد وآله وسلّم(٢) .
وروى مسلمة الكاتب ـ كاتب المتوكّل ـ قال : إنّ المتوكّل كان يكرم أبا الحسن الهادي عليهالسلام في ظاهر حاله ، وكان في الخطباء رجل من ولد العبّاس بن محمّد يلقّب بهريسة ، وكان المتوكّل يحقّره ، وهو ذو لسان وحرافة وجرأة ، فقال يوماً للمتوكّل : ما يعمل أحد بنفسه ما تعمله بنفسك في عليّ بن محمّد ، إذ ما يبقي في الدار إلاّ من يخدمه ويعينه بشيل الستور وفتح الأبواب ، وهذا شيء إذا علمه الناس قالوا : لو لم يعلم استحقاقه الأمر والخلافة ما فعل هذا به ، دعه إذا دخل يشيل هو الستر لنفسه(٣) ويمشي
____________________
(١) ما بين القوسين لم يرد في «م» .
(٢) الكافي ١ : ٤١٩ / ٧ ، الإرشاد للمفيد ٢ : ٣٠٩ ، روضة الواعظين : ٢٤٥ ، كشف الغمّة ٢ : ٣٨٢ ـ ٣٨٣ ، بحار الأنوار ٥٠ : ٢٠٠ / ١١ ، الفصول المهمّة لابن الصبّاغ : ٢٧٩ ـ ٢٨٠ بتفاوت فيها .
(٣) في «م» زيادة : ويفتح الأبواب .