جئت شيئاً فريّا»(١) ومن استدلالها بالآيات في مقابل حديثه وأمثال ذلك ، ومن قول عليّ عليهالسلام له بعد استدلاله بالآية : «هذا كتاب اللّه ينطق»(٢) ، ومن قول عمر لعليّ والعبّاس أنّ أبا بكر قال : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : «ما تركناه صدقة» ، فرأيتماه كاذباً آثماً غادراً خائناً(٣).
ومنه يظهر توهّم من جعل سكوت الصحابة وعدم إنكارهم عليه دليل صِدقه ؛ ضرورة جريان عادة كلّ زمان بعدم تعرّض حكم(٤) الحاكم إلاّ حين الإلجاء ، ألا ترى سكوت العبّاس هاهنا مع اعتقاده كذب أبي بكر ، كما صرّح به عمر ، فكذا حال غيره ، حتّى أنّه يظهر من كلام عبد اللّه بن عبّاس أنّه أيضاً كان يعتقد توريث النبيّ صلىاللهعليهوآله ولم يتكلّم ، ألا ترى إلى شعره مخاطباً لعائشة يوم ركبت البغلة وجاءت إلى المسجد تمنع دفن الحسن عليهالسلام عند جدّه ، حيث قال :
تجمّلتِ تبغّلتِ ولو عشتِ تفيّلتِ |
|
لكِ التُّسع من الثُّمْن وبالكلّ تملّكتِ(٥) |
____________________
(١) دلائل الإمامة : ١٠٩ / ٣٦ ضمن خطبة فاطمة سلام اللّه عليها ، الاحتجاج ١ : ٢٦٧ ، شرح نهج البلاغة ١٦ : ٢١٢ و٢٥١ .
(٢) الطبقات الكبرى لابن سعد ٢ : ٣١٥ ، كنز العمال ٥ : ٦٢٥ / ١٤١٠١ .
(٣) صحيح مسلم ٣ : ١٣٧٧ / ٤٩ ضمن الحديث ، الأربعين للشيرازي : ٥٢٠ ، الصوارم المهرقة : ١٦٣ .
(٤) في «م» : «الناس لحكم» بدل «حكم» .
(٥) الخرائج والجرائح ١ : ٢٤٣ ، وفيه هكذا :
يا بنت أبي بكر لا كان،ولا كنت |
|
لك التُّسْع من الثُّمْن وبالكلّ تملّكتِ |
تجمّلتِ تبغّلتِ وإن عشتِ تفيّلتِ
العقد النضيد والدرّ الفريد : ١٦٥ ـ ١٦٦ ، الصوارم المهرقة : ١٥٩ ، بحار الأنوار ٤٤ : ١٥٤ .