وروى أبو بصير ليث المرادي قال : قال الباقر عليهالسلام : «مات أبو طالب ابن عبد المطّلب مسلماً مؤمناً»(١) .
وفي كتاب إكمال الدين بإسناده عن الصادق عليهالسلام قال : «إنّ أبا طالب أظهر الشرك وأسرّ الإيمان فلمّا حضرته الوفاة أوحى اللّه عزّ وجلّ إلى رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : اخرج منها فليس لك بها ناصر ، فهاجر إلى المدينة»(٢) .
وفي رواية اُخرى رواها جماعة ، منهم : الكراجكيّ في كنز الفوائد عنه عليهالسلام ، أنّه قيل له : إنّ الناس يزعمون أنّ أبا طالب رضىاللهعنه في ضحضاح من نار ، فقال : «كذبوا ، ما بهذا نزل جبرئيل على النبيّ صلىاللهعليهوآله » ، قيل له : وبما نزل ؟ قال : «أتى جبرئيل(٣) في بعض ما كان عليه ، فقال : يا محمّد ، إنّ ربّك يقرؤك السلام ويقول لك : إنّ أصحاب الكهف أسرّوا الإيمان وأظهروا الشرك فآتاهم اللّه أجرهم مرّتين ، وأنّ أبا طالب رضىاللهعنه أسرّ الإيمان وأظهر الشرك فآتاه اللّه أجره مرّتين ، وما خرج من الدنيا حتّى أتته البشارة من اللّه تعالى بالجنّة» ، ثمّ قال : «كيف يصفونه بهذا وقد نزل جبرئيل ليلة مات أبو طالب رضىاللهعنه فقال : يا محمّد ، اخرج من مكّة فما لك ناصر بعد أبي طالب»(٤) .
وفي رواية اُخرى عنه عليهالسلام أنّه قال ليونس : «ما يقول الناس في أبي طالب؟» قلت : جعلت فداك ، يقولون : هو في ضحضاح من نار ، وفي رجليه نعلان من نار تغلي منهما اُمّ رأسه ، فقال : «كذب أعداء اللّه ، إنّ أبا طالب من رفقاء النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن اُولئك
____________________
(١) إيمان أبي طالب للسيّد فخّار : ١٥٩ ـ ١٦٢ ، بحار الأنوار ٣٥ : ١١٦ / ٥٨ .
(٢) كمال الدين : ١٧٤ / ٣١ .
(٣) في «م» زيادة : «إلى النبيّ قال نزل جبرئيل» .
(٤) إيمان أبي طالب للسيّد فخّار : ١٠٥ ـ ١٠٦ ، بحار الأنوار ٣٥ : ١١١ / ٤٣ ، ولم نعثر عليه في كنز الفوائد ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٤ : ٧٠ .