بفتى ، كأنّه فلقة قمر من أبناء أربع سنين أو مثلها .
فقال : «يا كامل بن إبراهيم» ، فاقشعرّت أعضائي ، واُلهمتُ أن قلت : لبّيك يا سيّدي ، فقال : «جئتَ إلى وليّ اللّه وحجّته وبابه ، تسأله هل يدخل الجنّة إلاّ من عرف معرفتك وقال بمقالتك ؟» .
قلت : إي واللّه ، يا سيّدي .
فقال : «إذن واللّه يقلّ داخلها ، واللّه إنّه ليدخلها قوم يقال لهم : الحقّيّة» قلت : ومَنْ هم يا سيّدي؟
قال : «قوم من حبّهم لعليٍّ عليهالسلام يحلفون بحقّه ، وما يدرون ما حقّه وفضله» .
ثمّ سكت عنّي ساعة ثمّ قال : «وجئتَ تسأله عن مقالة المفوّضة ، كذبوا ، بل قلوبنا أوعية لمشيئة اللّه ، فإذا شاء شئنا ، واللّه يقول : (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ)»(١) ثمّ رجع الستر إلى حالته فلم أستطع كشفه(٢) ، الخبر .
وروى جمع منهم الطبريّ ، والصدوق ، كلٌّ بإسناد له عن أبي الحسين محمّد بن يحيى الشيبانيّ ، قال ما خلاصته هذا : وردتُ كربلاء ، وزرتُ أبا عبد اللّه عليهالسلام ، وذهبت من وجهي إلى زيارة الإمامين الهمامين السيّدين الكاظمين عليهماالسلام ، فحصلت لي الرقّة والبكاء ، ثمّ نظرت فإذا أنا بشيخ قد انحنى صُلبه وتقوّس مَنكِباه فلمّا تعارفنا فإذا هو بشر بن سليمان ، من ولد أبي أيّوب الأنصاريّ ، أحد موالي أبي الحسن وأبي محمّد عليهماالسلام وجارهما
____________________
(١) سورة الإنسان ٧٦ : ٣٠ وسورة التكوير ٨١ : ٢٩ .
(٢) الغيبة للطوسيّ : ٢٤٦ / ٢١٦ ، دلائل الإمامة : ٥٠٥ / ٤٩١ ، بحار الأنوار ٥٢ : ٥٠ / ٣٥ ، كشف الغمّة ٢ : ٤٩٩ .