ليذهب ، فقال أبو طالب : امض لأمرك يابن أخي فواللّه ، لا أخذلك أبداً .
وفي رواية ثمّ أنشأ يقول :
واللّه لن يصلوا إليك بجمعهم |
|
حتّى أُوسّد في التراب دفينا(١) |
إلى آخر الأبيات التي تأتي فيما بعد .
ثمّ نقلوا مقالات كثيرة بين قريش وبين النبيّ صلىاللهعليهوآله وأبي طالب إلى أن قالوا : فلمّا رأت قريش حميّة قومه له وذبّ عمّه أبي طالب عنه جاؤوا إلى أبي طالب ، وقالوا : جئناك بفتى قريش جمالاً وجوداً وشهامةً عمارة بن الوليد ، ندفعه إليك يكون نصراته وميراثه لك ، ومع ذلك من عندنا مال وتدفع إلينا ابن أخيك الذي فرّق جماعتنا وسفّه أحلامنا فنقتله ، فقال : واللّه ، لقد أنصفتموني ، أتعطوني ابنكم أغذوه لكم وتأخذون ابني تقتلونه؟ هذا واللّه ما لا يكون أبداً ، أتعلمون أنّ الناقة إذا فقدت ولدها لا تحنّ إلى غيره؟ ثمّ نهرهم ، فهمّوا باغتياله ، فمنعهم أبو طالب رضىاللهعنه من ذلك(٢) .
قال مقاتل : لمّا رأت قريش أمر النبيّ صلىاللهعليهوآله يعلو ، قالوا : لا نرى محمّداً يزداد إلاّ كبراً ، وإن هو إلاّ ساحر أو مجنون ، فتعاقدوا لئن مات أبو طالب رضىاللهعنه ليجمعنّ القبائل كلّها على قتله ، فبلغ ذلك أبا طالب ، فجمع بني هاشم وأحلافهم من قريش فوصّاهم بالنبيّ صلىاللهعليهوآله ، وقال : إنّ ابن أخي كلّ ما يقول حقٌّ أخبرنا بذلك آباؤنا وعلماؤنا ، وإنّ محمّداً نبيّ صادق ،
____________________
(١) شعر أبي طالب وأخباره : ٣٥ ، تفسير الثعلبي ٤ : ١٤١ .
(٢) تاريخ الطبري ٢ : ٣٢٢ ـ ٣٢٨ ، وانظر : كتاب جُمل من أنساب الأشراف ١ : ٢٦٥ ، الكشف والبيان للثعلبي ٤ : ١٤١ ـ ١٤٢ ، الوسيط في تفسير القرآن المجيد للواحدي ٣ : ٥٣٩ ـ ٥٤٠ ، معالم التنزيل ٤ : ٥٨٨ ، ونقل عن الطبري والبلاذري وابن إسحاق والواحدي وغيرهم ابن شهرآشوب في مناقبه ١ : ٨٨ ـ ٩٢ ، والأربعين للشيرازي : ٤٩٣ ، والطرائف ١ : ٤٢٠ / ٣٨٧ بتفاوت فيها .