وروى الطبري(١) ، والكراجكي ، وغيرهما ، عن الصادق عليهالسلام عن آبائه : «إنّ أمير المؤمنين [ عليهالسلام ] كان ذات يوم جالساً في الرحبة والناس حوله مجتمعون ، فقام إليه رجل ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أنت بالمكان الذي أنزلك اللّه به ، وأبوك معذّب في النار؟ فقال له عليّ عليهالسلام : فضّ اللّه فاك ، والذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً لو شفع أبي في كلّ مذنب على وجه الأرض لشفّعه اللّه فيهم ، أبي معذّب في النار وابنه قسيم الجنّة والنار؟ ثمّ قال : والذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً إنّ نور أبي يوم القيامة ليطفئ أنوار الخلائق إلاّ نور محمّد ونوري ونور فاطمة ونور الحسن والحسين ونور تسعة من ولد الحسين [ صلوات اللّه عليهم أجمعين (٢)] ، الخبر .
وفي كتاب كمال الدين ، وغيره ، عن الأصبغ بن نباتة قال : سمعت أمير المؤمنين عليهالسلام يقول : «واللّه ، ما عبد أبي ولا جدّي عبد المطّلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنماً قطّ» قيل : فما كانوا يعبدون؟ قال : «كانوا يصلّون إلى البيت على دين إبراهيم عليهالسلام متمسّكين به»(٣) .
____________________
١٧٢ ، إيمان أبي طالب للسيّد فخّار : ١٤٦ ـ ١٥١ ، روضة الواعظين ١ : ٣٢٠ / ٣٣١ ، بحار الأنوار ١٧ : ٣٧٠ / ٢١ ، و٣٥ : ١١٥ / ٥٣ .
(١) في «ل» و«ن» : الطبرسي ، والطبري هو الشيخ الإمام عماد الدين محمّد بن أبي القاسم بن محمّد بن عليّ بن رستم بن يزدبان ، يكنّى أبا جعفر ، العالم الجليل الثقة الواسع الرواية ، له كتب ، منها : بشارة المصطفى صلىاللهعليهوآله .
توفّي سنة ٥٢٥ هـ .
انظر : كشف الظنون ٣ : ١٨٣ ، الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٣ : ١١٧ .
(٢) بشارة المصطفى صلىاللهعليهوآله : ٣١١ / ١٩ ، كنز الفوائد للكراجكي ١ : ١٨٣ ، الأمالي للطوسي : ٣٠٥ / ٦١٢ ، إيمان أبي طالب للسيّد فخّار : ٩٤ ـ ٩٦ ، الصراط المستقيم ١ : ٣٣٦ ، بحار الأنوار ٣٥ : ١١٠ / ٣٩ بتفاوت فيها .
(٣) كمال الدين : ١٧٤ / ٣٢ ، الدرّ النظيم : ٢٢١ ، بحار الأنوار ٣٥ : ٨١ / ٢٢ .