مادامت فاطمة عليهاالسلام حيّةً ؛ لأنّها طاهرة لا تحيض»(١) .
أقول : لعلّ المراد بيان وجه من وجوه التحريم ، وإلاّ فأصل سبب التحريم جلالة شأن فاطمة عليهاالسلام ، ولهذا روى سفيان الثوري عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس أنّه قال في قوله تعالى : (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ)(٢) : ما من مؤمن يوم القيامة إلاّ إذا قطع الصراط زوّجه اللّه على باب الجنّة بأربع نسوة من نساء الدنيا ، وسبعين ألف حوريّة من حور الجنّة إلاّ عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فإنّه زوج البتول في الدنيا وهو زوجها في الآخرة في الجنّة ليست له زوجة في الجنّة غيرها من نساء الدنيا ، لكن له في الجنان سبعون ألف حوراء لكلّ حوراء سبعون ألف خادم(٣) ، حتّى روي أنّ اللّه تعالى ذكر في سورة : (هَلْ أَتَى)(٤) أكثرَ نعيم الجنّة ما سوى الحور العين إجلالاً لفاطمة عليهاالسلام حيث إنّها نزلت فيها وفي زوجها(٥) .
وقال الهروي في الغريبين : سُميّت مريم بتولاً ؛ لأنّها بتلت عن الرجال ، وسُمّيت فاطمة بتولاً ؛ لأنّها بتلت عن النظير(٦) .
وفي النهاية : سُميّت فاطمة البتول ؛ لانقطاعها عن نساء زمانها فضلاً وديناً وحسباً ونسباً ، قال : وقيل : لانقطاعها عن الدنيا إلى اللّه تعالى(٧) .
____________________
(١) الأمالي للطوسي : ٤٣ / ٤٨ ، التهذيب ٧ : ٤٧٥ / ١٩٠٨ ، مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ٣ : ٣٧٨ ، بحار الأنوار ٤٣ / ١٦ ، و١٥٣ / ١٣ .
(٢) سورة التكوير ٨١ : ٧ .
(٣) مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ٣ : ٣٧٢ ، بحار الأنوار ٤٣ : ١٥٤ .
(٤) سورة الإنسان (٧٦) .
(٥) مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ٣ : ٣٧٢ ، بحار الأنوار ٤٣ : ١٥٣ / ١٣ .
(٦) الغريبين ١ : ١٣٩ ـ ١٤٠ ، وعنه ابن شهرآشوب في مناقبه ٣ : ٣٧٨ ، وانظر : النهاية لابن الأثير ١ : ٩٤ ، تهذيب اللغة ١٤ : ٢٩٢ ، غريب الحديث لابن الجوزي ١ : ٥٤ .
(٧) النهاية لابن الأثير ١ : ٩٤ .