قولها عليهاالسلام : «فريّاً» ، أي : فرية وافتراء ، أو [ أمراً ] عظيماً . وضمير «فدونكها» راجع إلى الفعلة والضيعة ، أي : خذها . «مخطومة مرحولة» أي : معدّة معدّلة ، والأمر للتهديد .
و«الغميزة» : الضعف والفترة .
قولها : «سرعان ما أجدبتم فأكديتم» أي : سريعاً ما قحطتم فعجزتم . والهنبثة : الأمر الشديد ، والاختلاط في القول .
ثمّ إنّ في رواية الجوهري المذكورة : إنّ أبا بكر لمّا سمع خطبتها شقّ عليه مقالتها ، فصعد المنبر فقال : أيّها الناس ، ما هذه الرِعة إلى كلّ قالة ، أين كانت هذه الأماني في عهد رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ؟ ألا من سمع فليقل ، ومن شهد فليتكلّم ، إنّما هو ثعالة شهيده ذنبه ، مُرِبٌّ لكلّ فتنة هو الذي يقول : كرّوها جَذَعة بعد ما هرمت ، يستعينون بالضعفة ويستنصرون بالنساء ، كاُمّ طحال أحبّ أهلها إليها البغي ، ألا إنّي لو أشاء أن أقول لقلت ، ولو قلت لبحتُ ، وإنّي ساكت ما تركت .
ثمّ التفت إلى الأنصار فقال : قد بلغني يا معشر الأنصار ، مقالة سفهائكم ، وأحقّ من لزم عهد رسول اللّه صلىاللهعليهوآله أنتم ، ثمّ نزل . وانصرفت فاطمة إلى منزلها(١) .
قال ابن أبي الحديد : قرأت هذا الكلام على النقيب أبي جعفر يحيى ابن أبي زيد البصريّ(٢) ، فقلت له : بمن يعرّض؟ فقال : بل صرّح . قلت : لو صرّح لم أسألك؟ فضحك وقال : بعليّ بن أبي طالب عليهالسلام . قلت : أهذا الكلام كلّه يقوله لعليّ عليهالسلام ؟! قال : نعم إنّه المُلك يا بنيّ .
____________________
(١) عنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١٦ : ٢١٤ ـ ٢١٥ .
(٢) في المصدر : . . . أبي يحيى جعفر بن يحيى بن أبي زيد البصري .