وفيه أيضاً : ثمّ إنّ أبا بكر وعمر أقبلا على عليّ عليهالسلام فقالا له : واللّه ما تركت شيئاً من غوائلنا ومسائتنا وما هذا إلاّ من شيء في صدرك علينا ، هل هذا إلاّ كما غسّلت رسول اللّه صلىاللهعليهوآله دوننا فلم تدخلنا معك ، وكما علّمت ابنك أن يصيح بأبي بكر أن انزل عن منبر أبي .
فقال لهما عليّ عليهالسلام : «أتصدّقاني إن حلفت لكما؟» قالا : نعم ، فاحلف ، فقال : «إنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله أوصاني وتقدّم إلَيَّ أن لا يطّلع على عورته أحد إلاّ أنا ، فكنت اُغسّله والملائكة تقلّبه» إلى أن قال : «وأمّا الحسن ابني فقد تعلمان ويعلم أهل المدينة أنّه كان يتخطّى الصفوف حتّى يأتي إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وهو ساجد فيركب ظهره ، فيقوم النبيّ صلىاللهعليهوآله ويده على ظهر الحسن والأُخرى على ركبته حتّى يتمّ الصلاة» قالا : نعم ، قد علمنا ذلك ، قال : «فلمّا رأى الصبيّ على منبر أبيه غيره شقّ عليه ذلك ، واللّه ما أمرته بذلك ولا فعله عن أمري .
وأمّا فاطمة فهي المرأة التي استأذنتُ لكما عليها فقد رأيتما ما كان من كلامها لكما ، واللّه لقد أوصتني أن لا تحضرا جنازتها ولا الصلاة عليها ، وما كنت الذي اُخالف أمرها ووصيّتها» ، فقال عمر : دع عنك هذه الهمهمة ، أنا أمضي فأنبشها حتّى اُصلّي عليها .
ثمّ في الروايتين : أنّ عليّاً عليهالسلام قال بعد ما قال عمر كلامه ذلك : «واللّه ، لو رمت ذلك علمت أنّك لا تصل إلى ذلك حتّى يندر عنك الذي فيه عيناك ولئن سللتُ سيفي لا غمدته دون إزهاق نفسك» فسكت عمر وعلم أنّ عليّاً عليهالسلام إذا حلف صدق(١) .
____________________
(١) وجدناه في علل الشرائع : ١٨٥ / ٢ ضمن الحديث ص : ١٨٨ ـ ١٨٩ ، بحار الأنوار