من أهل كلّ زمان ؛ لأنّ اللّه تعالى أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة ، وجعلهم بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول اللّه صلىاللهعليهوآله بالسيف ، أُولئك المخلصون حقّاً وشيعتنا صدقاً والدعاة إلى دين اللّه سرّاً وجهراً»(١) .
وبأسانيد عن سعيد بن جبير قال : سمعت سيّد الساجدين عليهالسلام يقول : «في القائم من آل محمّد عليهمالسلام سُنّة من سبعة أنبياء : سُنّة من آدم ، وسُنّة من نوح ، وسُنّة من إبراهيم ، وسُنّة من موسى ، وسُنّة من عيسى ، وسُنّة من أيّوب ، وسُنّة من محمّد صلّى اللّه عليه وعليهم ، فأمّا من آدم ونوح فطول العُمر ، وأمّا من إبراهيم فخفاء الولادة واعتزال الناس ، وأمّا من موسى فالخوف والغيبة ، وأمّا من عيسى فاختلاف الناس فيه ، وأمّا من أيّوب فالفرج بعد البلوى ، وأمّا من محمّد صلىاللهعليهوآله فالخروج بالسيف»(٢) .
وفي رواية أُخرى بهذا السند أيضاً عنه عليهالسلام أنّه قال : «القائم تخفى ولادته حتّى يقولوا : لم يولد بَعْدُ ، ليخرج حين يخرج ، وليس لأحد في عنقه بيعة»(٣) .
ثمّ الأخبار كثيرة منه ومن غيره عليهمالسلام في أنّ كلّ مَنْ بايع من الأئمّة جائراً ولو قسراً لم يجز له الخروج عليه ، وأنّ القائم منهم مَنْ لم يكن على عنقه بيعة لأحد أصلاً .
ومنها : ما رووه عن عبد اللّه بن شريك ، عن رجل من همدان ، قال :
____________________
(١) كمال الدين : ٣١٩ / ٢ ، قصص الأنبياء للراوندي : ٣٦٥ / ٤٣٨ ، الاحتجاج ٢ : ١٥٢ ـ ١٥٤ ، إعلام الورى ٢ : ١٩٤ ، الصراط المستقيم ٢ : ١٣٠ بتفاوت فيها ، وما بين المعقوفين من المصدر .
(٢) كمال الدين : ٣٢١ / ٣ ، إعلام الورى ٢ : ٢٣١ .
(٣) كمال الدين : ٣٢٢ / ٦ ، إعلام الورى ٢ : ٢٣١ ، بحار الأنوار ٥١ : ١٣٥ / ٢ .