وهو يقول : «يا محمّد ، اتّق اللّه وتُبْ من كلّ ما أنت عليه ، فلقد قلّدتَ أمراً عظيماً»(١) .
أقول : هذا الكلام منه عليهالسلام ؛ لما يظهر من أخبار أُخَر من أنّ محمّد بن إبراهيم شكّ أوّلاً في أمر الصاحب عليهالسلام فخرج التوقيع بما كان فيه اهتداؤه .
وعن أبي الأديان قال : كنت أخدم أبا محمّد الحسن عليهالسلام وأحمل كتبه إلى الأمصار ، فدخلت عليه في علّته التي توفّي فيها ، فكتب معي كتباً وقال : «امض بها إلى المدائن فإنّك ستغيب أربعة عشر يوماً ، وتدخل إلى سُرَّ من رأى يومَ الخامس عشر ، وتسمع الواعية في داري ، وتجدني على المغتَسل» ، فقلت : يا سيّدي ، فإذا كان ذلك فمَنْ؟
قال : «مَنْ طالبك بجوابات كتبي فهو القائم بعدي» ، فقلت : زدني .
فقال : «مَنْ يصلّي علَيَّ فهو القائم بعدي» ، فقلت : زدني .
فقال : «مَنْ أخبر بما في الهميان فهو القائم بعدي» .
ثمّ منعتني هيبته أن أسأل عن الهميان ، وعمّا فيه ، فخرجتُ بالكتب إلى المدائن وأخذتُ أجوبتها ودخلتُ سُرَّ من رأى يوم الخامس عشر كما قال لي عليهالسلام ، فإذا أنا بالواعية في داره وإذا به على المغتَسل ، وإذا بجعفر الكذّاب بباب الدار والشيعة من حوله يعزّونه ويهنّؤونه ، فقلت في نفسي : إن يكن هذا الإمام فقد بطلت الإمامة ، لأنّي كنتُ أعرفه يشرب النبيذ وغيره ، حتّى اللعب بالطنبور ، فتقدّمتُ إليه فعزّيت وهنّيت فلم يسألني عن شيء ، ثمّ خرج عقيد الخادم فقال : يا سيّدي ، قد كُفّن أخوك فقُمْ وصلّ عليه ، فدخل جعفر والشيعة من حوله يقدمهم السمّان والحسن بن عليّ
____________________
(١) كمال الدين : ٤٨٦ / ٨ في ذيل الحديث ، الخرائج والجرائح ٣ : ١١١٧ / ٣٢ ، منتخب الأنوار المضيئة : ٢٣١ ـ ٢٣٢ ، بحار الأنوار ٥١ : ٣٢٦ / ٤٧ .