قال لها النبيّ صلىاللهعليهوآله : أنت سيّدة نساء أهل الجنّة ، واللّه ، مصيرك إلى النار»(١) ، لكن هؤلاء القوم لم يذكروا غير ما نقلناه عنهم ، وكفى ما ذكروه في ثبوت دخول بيتها الذي هو بيت من بيوت النبيّ صلىاللهعليهوآله بغير إذنها ، وفي تحقّق الأذى لاسيّما مع التهديد بالإحراق ، حتّى أنّ في الاستيعاب ، وكتاب الغرر ، وغيرهما ، عن زيد بن أسلم أنّه قال : كنت ممّن حمل الحطب مع عمر إلى دار فاطمة عليهاالسلام (٢) .
وستأتي بعض الأخبار في المقالة الرابعة من المقصد الثاني .
ولنذكر حكاية أذاها في دعوى فدك أيضاً هاهنا ولنبسطها بسطاً شافياً مغنياً عن البسط فيما يأتي .
روى البخاري في صحيحه : عن عروة ، عن عائشة ، أنّ فاطمة بنت رسول اللّه صلىاللهعليهوآله أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثَها من رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ممّا أفاء اللّه عليه ، وفاطمة حينئذٍ تطلب صدقة النبيّ صلىاللهعليهوآله التي بالمدينة ، وفدك ، وما بقي من خُمس خيبر .
فقال أبو بكر : إنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله قال : «لا نُورَث ، ما تركناه صدقة ، إنّما يأكل آل محمّد عليهمالسلام في هذا المال» ، وإنّي واللّه لا أُغيّر شيئاً من صدقة رسول اللّه صلىاللهعليهوآله عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ولأعملنّ فيها بما عمل به النبيّ صلىاللهعليهوآله .
فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة عليهاالسلام منها شيئاً ، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته ولم تُكلّمه حتّى توفّيت وعاشت بعد
____________________
(١) الاحتجاج ٢ : ٤٠ ، بحار الأنوار ٤٤ : ٨٣ .
(٢) لم نعثر عليه في الاستيعاب ، نقله ابن طاووس في الطرائف ١ : ٣٣٥ / ٣٤٤ ، عن كتاب الغرر ، والتستري في إحقاق الحقّ ٢ : ٣٧٣ ، والشيرازي في أربعينه : ١٥٢ .