ثمّ قال أبو الحسين : وكيف يذكر هذا من كلام فاطمة عليهاالسلام فينكرونه؟ وهم يروون عن عائشة عند موت أبيها ما هو أعجب من كلام فاطمة فيحقّقونه ، وهل هذا إلاّ لعداوتهم لنا أهل البيت عليهمالسلام . ثم نقل أبو الحسين تلك المكالمة أيضاً .
وقد روى تلك المكالمة ابن مردويه أيضاً في مناقبه : بإسنادٍ له عن عروة ، عن عائشة.
ثمّ إنّه يظهر من بعض عبارات ابن الأثير في النهاية أنّه أيضاً ممّن يصحّح ما رواه هؤلاء ؛ حيث يقول : وفي حديث فاطمة عليهاالسلام كذا وكذا .
وبالجملة : أصل نقل خلاصة الحكاية على ما رواه هؤلاء ولو باختلاف في بعض العبارات هكذا ، قالوا : لمّا بلغ فاطمة عليهاالسلام إجماع أبي بكر على منعها فدك لاثت خمارها على رأسها ، وخرجت في لُمّة من حفدتها(١) ونساء قومها تطأ ذيولَها(٢) ، ما تخرم(٣) من مشية رسول اللّه صلىاللهعليهوآله شيئاً حتّى دخلت على أبي بكر ـ وهو في حشد(٤) من المهاجرين والأنصار ـ فنيطت(٥) دونها مُلاءة ، ثمّ أنّت أنّةً أجهش(٦) القوم لها بالبكاء ،
____________________
(١) الحفدة : الأعوان والخدم . انظر : الصحاح ٢ : ٤٦٦ ، ومجمع البحرين ٣ : ٣٨ .
(٢) تطأ ذيولها : أي كانت أثوابها طويلة تستر قدميها ، وتضع عليها قدمها عند المشي ، وجمع الذيل باعتبار الأجزاء أو تعدّد الثياب . انظر : بحار الأنوار ٢٩ : ٢٤٨ .
(٣) ما خرمت منه شيئاً : أي ما نقصت . انظر : الصحاح ٥ : ١٩١٠ ـ مادة خرم ـ .
(٤) حشد : أي جماعة . انظر : الصحاح ٢ : ٤٦٥ ، ومجمع البحرين ٣ : ٣٧ .
(٥) ناط الشيء ينوطه نوطاً : أي علّقه . انظر : الصحاح ٣ : ١١٦٥ ، ـ مادة نوط ـ ومجمع البحرين ٤ : ٢٧٧.
(٦) الجهش : أن يفزع الإنسان إلى غيره ، وهو يريد البكاءَ كالصبيّ يفزع إلى أُمّه وقد تهيّأ للبكاء . انظر : الصحاح ٣ : ٩٩٩ ـ مادة جهش ـ ، ومجمع البحرين ٤ : ١٣١ .