النبيّ صلىاللهعليهوآله ، (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ)(١) الآية ، أو أُغلب على إرثي جوراً وظلماً ، (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)(٢)» .
وفي رواية بعضهم : أنّها عدلت بعد كلام المهاجرين وأبي بكر إلى الأنصار ، فقالت : «يا معشر البقيّة وأعضاد الملّة ما هذه الغرة عن نُصرتي ، والغميزة في حقّي ، والسِنة عن ظُلامتي؟ أما قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : المرء يحفظ في ولده؟ سرعانَ ما أجدبتم فأكديتم» . وأطالت العتاب عليهم إلى أن قالت : «فبعين اللّه ما تفعلون (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)(٣) وأنا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، فاعملوا إنّا عاملون وانتظروا إنّا منتظرون»(٤) .
ثمّ في روايات أكثرهم : أنّها بعد ذلك انحرفت إلى قبر النبيّ صلىاللهعليهوآله وهي تقول :
قَد كان بعدكَ أنباءٌ وهنبثة |
|
لو كنتَ شاهدها لم تَكثُرِ الخَطبُ |
إنّا فقدناك فَقْدَ الأرض وَابِلَها |
|
واختلّ قومُكَ فاشهدهم ولا تَغبِ |
أبدت رجال لنا نجوى صدورهم |
|
لمّا قبضت وحالت دونك الكثب |
تجهّمتنا رجال واستخفّ بنا |
|
إذ غبت عنّا فنحن اليوم نغتصب» |
قال الراوي : فما رأينا يوماً كان أكثر باكياً ولا باكيةً من ذلك اليوم(٥) .
____________________
(١) سورة المائدة ٥ : ٥٠ .
(٢و٣) سورة الشعراء ٢٦ : ٢٢٧ .
(٣) دلائل الإمامة : ١١١ ـ ١٢٢ ، بلاغات النساء : ٣٥ .
(٤) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي ١٦ : ٢١١ ، كشف الغمّة ١ : ٤٨٠ ، السقيفة وفدك للجوهري : ٩٨ و١٤٠ ، بلاغات النساء : ٢٩ ، شرح الأخبار للمغربي ٣ : ٣٤ / ٩٧٤ ، الشافي في الإمامة ٤ : ٧٠ ، دلائل الإمامة : ١٩٠ / ٣٦ ، الاحتجاج